قرأت قصة لحفيد «الذيب» الذي ظلم عبر التاريخ من خلال القصة المشهورة «ليلى والذيب» بأن جده قد اتهم بأكل جدة ليلى حيث يقول حزينا: لقد ظلم جدي كثيرا عندما صور بأنه آكل «للحوم» رغم أنه «نباتي» وأكله «مهروس» كما هو معروف بيننا نحن «الذئاب» لأن أسنانه قد تساقطت مبكرا بسبب مرض «السكر» وقد كان حارسا للغابة ويهتم بها كثيرا ودائما ما كان ينصح «ليلى» بألا تقطع الأعشاب وتضرب الطيور.. ورغم تلك النصائح لم تكن تسمع كلامه، وقد تمادت كثيرا بأن قامت برفع صوتها على جدي استدعت منه أن يذهب إلى جدتها لكي تنصحها ولكن تبين له عند وصوله لكوخها بأن «دلع» الجدة الزائد هو السبب في «شيطنة ليلوه وإنها «نسرة»، فما إن شاهدته حتى أمسكت» عجرة «تريد ضربه فحاول أن يدافع عن نفسه بأن أمسك يدها ففقدت توازنها وسقطت على «طرف» الطاولة فماتت في لحظتها بالخطأ وحزن حزنا شديدا عليها.
فقام بارتداء ملابسها ونام على سريرها وما أن دخلت ليلى الكوخ حتى شعرت بأن من ينام على الفراش ليست بجدتها فقد كان أنفها كبيرا وأذناها أكبر.. فبدأت بالصراخ طالبة للنجدة وعندها هرب جدي إلى الغابة خوفا من قتله وبقى بعيدا عن البشر منذ ذلك الوقت وكتب وصيته قبل وفاته بسبب ارتفاع السكر والقهر (لا تثقوا بمعشر البشر فالطيبة معهم لم تنفع جدكم، فكونوا مفترسين)، أما ليلى فقد أصبحت تنشر الخبر بأن جدي الطيب هو السبب في قتل جدتها ومن ذلك اليوم أصبحت الناس تكرهنا.
ويضيف الحفيد قائلا: هل سمعت بعجوز عمرها «مليون» سنة تأكل خبزا وكيكا وبيضا وأسنانها كلها طايحة! وبعدين كاتب القصة «ذكي» جعل القصة مع « طفلة «حتى تتعاطف الناس معها وهو يعرف أنه لو وضع ولدا» لقالوا إنه شيطان «ولن يتعاطفوا مع قصته، نحن لا ننكر أن هناك «ذئاب» عندها سوابق ولكن التعميم خطأ، فالكاتب قد شوه سمعتنا رغم أن عيال عمنا وهم الكلاب تحبهم الناس وتربيهم أما نحن فتكرهنا، والغريب أن هناك من يسمي نفسه ذيبا ولا يسمي نفسه «كلبا»!
المغزى من تلك القصة «الذيبية» ألا نسلم عقولنا وتتحكم فينا العواطف في حياتنا ونعيش في صندوق «مغلق» ويبعدنا عن التفكير والتحليل ونصدق كل ما يقال لنا.. لقد عشنا حالة من الخوف الشديد من «حمارة القايلة» من أجل أن ننام وقت الظهيرة رغم إنها وهم وخرافة وصدقناها وعندما كبرنا عرفنا بأنها «كذبة» استمرت لسنين طويلة عاشتها أجيال عديدة.. والأمثلة كثيرة جدا على قدرة الآخرين على السيطرة على عقول الناس لأنهم يعرفون بأننا نحب العواطف ولا نشغل العقل وهذا سبب «تأخرنا».
أخيرا.. هل استطاع «البعض» سلب تفكيرنا وعقولنا وخداعنا وتوجيهنا بأن الحكومة هي سبب مشاكلنا وجعلوها في نظرنا عدونا الوهمي من أجل أن نكرهها؟! وهل نجحوا في ذلك؟ وهل سنكتشف بعد سنين طويلة أن كل ما قيل عنها بأنه خدعة وإنها بريئة من التهم كما هو حال حمارة القايلة؟
[email protected]