هي ليست نظرة تشاؤمية ولكنها رسالة لكل من يعيش على هذه الأرض قبل فوات الأوان، هي نظرة «تخيلية» في حالة ضياع الوطن بسبب الصراعات الطائفية وتمزق الوحدة الوطنية فتساءلت: هل الحكومة هي السبب؟ أم الوعي والثقافة لدى المواطن في عدم فهم مفهوم المواطنة؟ أم هي تدخلات خارجية؟ أم هي مجتمعة في كل ما سبق؟ فسرح خيالي وبدأت أكتب:
أنظر خلفي وتتساقط دموعي على ما أصبحت عليه من «ذل» وتشرد وخوف.. بعدما عشت في زمن العز والأمان.. فقد «انكسر» قلبي فأصبح الصراخ والأنين.. يتقدمني في كل خطوة أخطوها وتمنيت الموت دائما، لقد فقدت لذة الحياة بعد أن تقطعت بي السبل في عالم «التشرد» مع أسرتي في عالم غريب، لقد دارت علينا «الدوائر» دون رحمة لمن لم يحسب حساب النعم التي كان عليها، لقد ضاع كل شيء أمام عيني وبصورة لم أتخيلها أن تحدث أبدا، لقد خسرت «الوطن» بعد أن فرقتنا «الطائفية» والحزبية والنظرة العنصرية.. وإن الوطنية ليست لها قيمة أو اعتبار في حياتنا إلا بالكتب أو شعارات للسياسيين من أجل التكسب الانتخابي، أما الوطن فهو آخر الاهتمام!! ونحن الشعب ليس بيدنا أي رأي، فمهما تكلمنا فلن يسمع صوتنا لأن صداه لا يتعدى سور بيتنا فتدخلك في شؤون السياسة وغيرها ليس من اختصاصك بل بيد من تم انتخابهم كممثلين عنكم بالمجلس فهم أصحاب الرأي والنظرة الثاقبة!!
تشردنا.. بينما من خدعنا بالحديث عن السياسة ومحرضي الطائفية.. فهم في قصورهم أو يسكنون في أفخم الفنادق في أحضان أسيادهم وينامون على فراش مريح وسقف فيه إضاءة ويأكلون ثلاث وجبات.. وحتى وصفي لوضعهم أصبح متواضعا لأنني لم أعد أستطع أن أشعر بما يجري من حولي بسبب العذاب الذي أعيشه كل يوم وأصبحت قريبا من الجنون بل وصلت لمرحلة الجنون فعلا، لم أشعر بالمهانة كما اشعر بها حاليا بل انها أصبحت ملاصقة لي، فأصبحت بفقدان الوطن كمن فقد «والديه» ولا يجد من يعتني به، إنني أموت في اليوم ألف مرة لما وصل الحال بي.
يا أهل الكويت.. لقد شاهدنا ماذا فعل الصراع الطائفي والصراعات السياسية في بعض الدول العربية، فمن أجل المصالح الشخصية تشردت العائلات من وطنها بعد أن كانت تعيش في «حال» أفضل من حالنا، لكنها الآن تذوق الذل والمهانة والموت وقسوة العيش بعيدا عن وطنها وأصبح أطفالها يتسولون في الشوارع من أجل لقمة العيش، فهل أنتم مدركون لما قد يحدث بسبب تلك الصراعات مستقبلا؟ أطفالنا ونسائنا سينظرون لنا نظرة الغاضب لأننا لم نواجه من يدعون الطائفية والتكسب على حساب الوطن ونصرخ بوجههم قائلين: قد نختلف في أمور كثيرة ولكن الوطن «خط أحمر» فالوطن لو كان مجرد «رصيف» فالعيش فيه أفضل من فندق خمس نجوم في بلاد «الغربة» لنقف جميعا صفا واحدا ضد كل من يعبث بالوطن والعزف على الوتر الطائفي والنسيج الوطني قبل أن نصبح مشردين.
[email protected]