أصبحت كلمة «كم» غالبا تطلق على كل من يمتلك المال والعقار والرصيد في البنك.. وهو الشغل الشاغل للمتطفلين وما أكثرهم، ولكن لو تتبعنا إسقاطات تلك الكلمة لتعجبنا من «كم» النقص الذي أصبحنا عليه في حياتنا وسنتناول أهمها بشكل مبسط علها تفيد من يعيشها في حياته اليومية.
كم.. شخصا كان حارسا للمال «البخيل» بينما أولاده وورثته ينتظرون موته اليوم قبل غد لأنه لم يسعدهم في حياتهم؟! وسمعنا كثيرا النزاعات التي تحدث بعد موته مباشرة وكانت سببا رئيسيا في تفرق ذريته من أجل المال ويا ليتهم حافظوا على المال الذي تركه لهم بل بعثروه كنوع من الانتقام والقهر الذي عاشوه في حياتهم.
كم.. مرة في الأسبوع جلسنا مع أولادنا وتناقشنا معهم في أمور الحياة؟ أو متى آخر مرة شاهدنا أبناءنا وخاصة «الشباب»؟ وكم.. من أب أو أم تناسوا ان عندهم أسرة هم مسؤولون عنها ضاعت بسبب عنادهم أو أنانيتهم؟ ونتساءل عن سبب زيادة الطلاق ! وكم.. عدد المرات التي ذهبت فيها إلى كثير من مؤسسات الدولة ولم تجد الموظف المختص؟ وما الإنجاز الذي قام به من أجل خدمة المراجعين؟! كم.. أصبح «الفساد» سهلا لدرجة انه قد يصطدم بك وأنت تسير في كثير من مؤسسات الدولة وأحيانا قد يسلم عليك من «زود» الثقة! كم.. مزقتنا الطائفية وفرقت الأحباب والأصدقاء ولعب فينا «السياسيون» ومدعو الدين من أجل مصالحهم «العفنة»؟ كم.. عدد أصدقائك الحقيقيين الذين إن غابوا عنك شعرت بالغربة ويظهرون صدق حبهم لك في وقت الضيق وليس في وقت السعادة؟ وإذا ظهرت عليك النعمة فرحوا كثيرا ولم يحسدوك وإذا ضاقت عليك الدنيا تجدهم معك لم يتركوك؟
كم.. من الأشخاص حرص قبل مماته على أن يعمل صدقة جارية له كمسجد.. وقف.. لتكون مستمرة معه بعد موته؟ وكم.. ولدا غير صالح مات والداه ولم يدع لهما في أي صلاة لأنه لا يهتم إلا بنفسه؟ فضروري أن نربي أولادنا تربية صالحة حتى ينفعونا بعد موتنا، وهل تعتقدون ان ذلك البخيل سيحرص أولاده على الدعاء له؟
وأخيرا، فإن أهم «كم».. هي «كم» نحن مقصرون في طاعة الله سبحانه وتعالى «وكم» النقص لدينا في القيم والمبادئ، فيجب علينا أن نغير أنفسنا أولا لأن إصلاحها هو بداية إصلاح المجتمع.