أصبحت الخادمة مثل ما يقول المثل: يادهينة لاتنكتين، دلال ودلع وكأنها صاحبة المنزل خوفا من هروبها أو القصة المعروفة بأن أمها ماتت وتريد السفر وكل السالفة تبي زيادة معاش وتعرف بأنك ستزيد راتبها لأنها مطلعة على كل الأخبار الخاصة بالخدم ومشكلة الأسر الكويتية مع الغلاء، ومعاناة الأسر أيضا عندما تحضر الخادمة فتكون في الأشهر الأولى مثل «العسل الدوعني» شحلاتها وبعد ما تنتهي فترة التجربة وهي أشهر قليلة تبدأ «بالتعنفص» وافتعال المشاكل من أجل أن ترجعها إلى المكتب لتبدأ دورة ثانية بالذهاب لبيت آخر وهكذا من أجل بيعها بسعر أغلى، وفي المواسم وخاصة شهر رمضان يبدأ الهروب الكبير من المنازل وتعال «دور» في المكاتب على «المؤقت» فوضى في فوضى! وما حصل مع صديقنا لهو خير دليل على ما يحدث للجميع من معاناة وألم وحسرة!
يا حلو أسلوبه الفكاهي و«اللدغة» بحرف الراء عنده تزيد حواره متعة، دخل علينا بالديوانية وهو «يتحلطم على سالفة» خدامتين «اللي انحاشوا» من عنده ويقول: لقد أصبح بيتي وكأنه بيت «عزوبية» فوضى وعفيسه، فأم عيالي بالدوام والعيال بالمدارس أما أنا فمتقاعد، ولا أقدر أدفع مبلغ للخدامة المؤقتة بالشهر فهي «غالية»، فراتبي بعد التقاعد تدرون شلون يصير؟ يصبح مثل الذبيحة في عيد الأضحى الكل «ياخذ» منها شوية وما يبقى إلا «الراس»، هل يرضيكم يالربع يصير فيني هالشي وأسعار العمالة المنزلية نار وشرار؟ ومو قادر أتصرف واللي عنده خادمة زايدة يعطيني إياها ومعاشها راح يكون علي، تكفون يالربع ساعدوني.
إن مشكلة صاحبنا بو لدغة يعاني منها معظم الشعب الكويتي منذ أن أصبح «الجشع» لدى أغلب مكاتب العمالة المنزلية الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أسعارهم بشكل خيالي! لقد استبشرنا خيرا بشركة «الدرة» وبأنها ستكون «عونا» للمواطن والمقيم وفق تنظيم رسمي وبترتيب دقيق.. ولكن يا فرحة ما تمت فلقد شاهدت في لقاء تلفزيوني أحدهم يقول: أحلق شواربي على الهواء مباشرة إذا نزلت الأسعار إلى 400 دينار حسب ما صرحت به الشركة! وحسب علمي بالمناسبة فإن إمارة دبي أخذت فكرة شركتنا وبدأت بجلب العمالة المنزلية ونحن ما زلنا مكانك راوح.
وأخيرا.. إن مشكلة العمالة المنزلية ببساطتها نستغرب بصراحة من تأخر إيجاد الحلول لها من قبل الجهات المسؤولة بالشكل المطلوب والسريع ونقول لها: من صجكم هالتأخير! فنحن نحتاج عدة شركات حكومية خاصة بالعمالة المنزلية وليست شركة واحدة من أجل زيادة التنافس كما هو حاصل مع شركات الاتصالات وانعكاسها على الأسعار والخدمات.. فنحن شعب عنده الأفكار المميزة ولكن غيرنا يأخذها من عندنا (باردة مبردة) ودون تعب ويبدأ في تطبيقها عنده قبلنا!
[email protected]