يبدو ان تقاعدي جعلني أكتشف بعض الأمور التي كنت أجهلها تماما بالنسبة لعمال النظافة في المناطق والذين يرتدون دائما الزي الأصفر مع شماغ وإطالة اللحية من أجل كسب عطف الناس وعملهم يجعلني استغرب من «التكتيك» الذين يمارسونه، فكانت هذه ملاحظاتي من أجل أن تصل لمن يهمه الأمر حتى يكونوا على دراية بما يقومون به.
أصحاب البلسوت تبدأ ذروتهم بـ «الطرارة» من الساعة 6.30 لغاية 8 صباحا، علما أن كنس الشارع هو آخر اهتمامهم، فالطرارة هي الأهم! ونشاطهم يزداد بالأماكن التي عليها حركة سيارات أو القريبة من «المطبات» حتى يشاهدهم الناس ويعطوهم «المقسوم»، واللي كاسر خاطري هو الشارع والذي لو نطق لقال: خلاص صارت فيني «حكة» وطلعتوا جلدي من كثر الكنس عالفاضي، لقد أصبحوا «خبراء» في تمييز أصوات «هرن» السيارات لدرجة إنهم لو سمعوا هرن شاحنة لن يلتفتوا إليها من زود الخبرة التي جعلتهم يعرفون ماركة السيارة من «الهرن»، وأصبحوا كالصقور يلتفتون 360 درجة لمراقبة «الفريسة» وعليهم «خزة» تخرع، وعملهم لا يستغرق كثيرا ولكن الإطالة في تلك الفترة من أجل الفائدة المادية فقط!
إن الخطورة في هؤلاء انهم يعرفون الاشخاص في الأماكن التي يتواجدون فيها وعلى قولتهم: بيت بيت زنقة زنقة دار دار، وأصبحوا ينافسون «قوقل ماب» في معرفة جميع تحركات من في الفريچ، وخصوصا تحركات الموظفين وإجازاتهم.. ومن يتواجد في البيت بعد الساعة 8 ويبدأ نشاطهم في تلك الفترة بشكل مريب وتجدهم يختفون مثل «كاسبر»، ذلك الشبح الأبيض والذي كنا نشاهده بالرسوم المتحركة أيام «الطيبين» حيث يقوم البعض منهم بالتحرش بالعمالة المنزلية «خادمات» بأسلوب الاستعطاف بطلب الماء والأكل وتبدأ المناوشات بعدها إلى أن يصل إلى مبتغاه لأن الجميع غير متواجد في المنزل!
وهنا اطلب من الجميع وضع كاميرات المراقبة لمعرفة ما يجري من «بلاوي» وخطورتهم أيضا بتزويد اللصوص بأي معلومات عن أي منزل لا يتواجد فيه أهله كالسفر أو الذهاب للشالية.. مقابل مبلغ مادي والبقية معروفة وهي سرقة كل ماهو ثمين وخف وزنه من البيت.
أخيرا.. الحذر من «أبو بلسوت أصفر» مطلب مستحق لأن راتبه قليل، فمستعد أن يفعل المستحيل من أجل أن تمشي حياته بالحلال أو الحرام المهم أن يعيش، فأتمنى من الشركة أن تقوم بمراقبتهم بشكل مستمر وأتمنى أيضا من الجمعيات التعاونية توفير وجبات غذائية كمساعدة منهم بدلا من التسول من البيوت أتمنى ذلك.
[email protected]