كنت في زيارة لمعرض الكتاب الأخير في آخر يوم وكما نسميها في لهجتنا (حزة الحزة) وتعني باللحظة الأخيرة، حيث طلبت مني ابنتي شراء «رواية» لأحدهم ولم أجدها لأنها نفدت وإذ بي أشاهد زحمة شديدة، فالمعرض قد فتحت أبوابه قبل فترة فلماذا الناس تتواجد باللحظة نفسها وبهذا الكم من الازدحام؟ فاكتشفت أن الكثير يعيش في «وحل» آخر اللحظات وبهذا تكون الطيور قد طارت بأرزاقها، فدعونا نشاهد عشاق اللحظات الأخيرة وما يعانونه من مفاجآت وصدمات لأن حياتهم فوضى وعندهم «فقر دم» لمفهوم التخطيط.
الكثير من عشاق السفر لديهم عقدة اسمها احجز لسفرتك بوقت كاف على اعتبار أن أسعار التذاكر والفنادق.. تكون أقل بكثير من حجزها بوقت قريب أو ما يسمى حزة الحزة فالكثير قد تفاجأ بأن التذاكر والفنادق قد شبت «نار» وتضاعفت عما كانت عليها قبل فترة فاضطر أن يحجز من وراء خشمه وتحسف على اعتماده على حزة الحزة، ومادمنا بالمطار فهناك فئة تحرص على أخذ «التاكس فري» حتى لو كان المبلغ بسيطا فيكون قدومها للمطار غير كاف لعمل الإجراءات الخاصة بـ«التاكس فري» وكذلك الإجراءات المتعلقة بالطيران ويبدأ بالتأخير في تحصيل المبلغ من «التاكس فري» بسبب الزحام الشديد وعندما يذهب إلى «كاونتر» الطيران يقول له: نعتذر منك لأنك تأخرت ويجب عليك أن تحضر قبل وقت كاف لإنهاء الإجراءات وعليك أن تنتظر طائرة أخرى أو احجز تذكرة أخرى فتخيل إذا كانت معه أسرة ماذا يعمل؟
عند قدوم المواسم مثل رمضان أو المدارس.. وغيرها تجد الناس تتكالب على الأسواق والجمعيات وكأنك تشاهد سباق «ماراثون» عالم فوق بعض، الكل يبي يخلص شغله مع العلم أن الخير كثير ويكفي الجميع وكنت تقدر تشتري ما يلزمك قبل هالزحمة بوقت كاف والشراء على كيفك واختيار ما تريده ولكنها حزة الحزة متأصلة في الكثيرين منا!
هناك فئة عنيدة وتعتقد انها قوية وتجدها تكابر على الأمراض التي فيها وعندما ينال منها المرض تذهب حزة الحزة لتطلب من الطبيب أن يعالجها ولكن بعد أن نال منها المرض في كل عضو من أعضاء جسمها، وبهذا فإن عنادهم وحزة الحزة قد ساهمتا في عدم علاجه أو صعوبته لأنه تأخر كثيرا.
أخيرا.. مادام مفهوم «حزة الحزة» متأصل في الكثيرين منا ولم يقضوا عليه بالتخطيط والتدبير.. فإن الذي يجري لهم يجب أن يتحملوا عواقبه ويسكتوا من دون تحلطم وتذمر.
[email protected]