لو كان مخترع «الراديو» الإيطالي ماركوني يعلم أن هناك مذيعين ستكون أصواتهم وكأن أفواههم مملوءة بالماء وهم يتحدثون ولا تفهم ماذا يقولون، أو أن أصواتهم وكأنهم من 5 دقائق قد استيقظوا من النوم ويتحدثون بأسلوبهم الخشن والاستعباط بالإضافة إلى أن هناك من المذيعين من يتحدثون وكأن «حرامي» يجري خلفهم، فصوتهم يلهث من التعب، كل تلك الأسباب تجعل ذلك المخترع يلغي اختراعه!
كثيرون هم المذيعون الذين لا يضيفون لنا أي إضافة سوى مضيعة وقتنا وبالتالي نغير المحطة نكدا واشمئزازا من صوتهم أو إغلاقها «قهرا».
على النقيض من ذلك هناك صوت أصبح صديقا للجميع أيام «الطيبين» ينتظرونه بأحرّ من الجمر، ذلك الصوت عشقته «القلوب» قبل الآذان، صوت امتلك رصيدا «جماهيريا» رهيبا سواء بالكويت أو بالخليج، صوت دافئ وأسلوبه بسيط بلهجة كويتية مبسطة، صوت جعل الكثيرين يعتبرونه وكأنه من «العائلة»، صوته يصلح ليكون مطربا، سوالفه فيها شجن وعفوية وصدق والأهم من كل ذلك كلامه الكويتي «العتيج» المفهوم للجميع، إبداعه يشدك رغما عنك، ففي برنامجه تجد المعلومة والسالفة والأغنية والشعر والشكوى. برنامجه المتكامل حسب «تفصيل» المجتمع الكويتي بشكل خاص والخليجي بشكل عام، يجعلك تنتظره كل «خميس»، ذلك الخميس هو موعدنا مع المذيع المبدع عبدالله المحيلان في «استراحة الخميس» ذلك الصوت الذي كانت له «بصمة» في إذاعة الكويت ويفتقده محبوه وأنا أولهم، ذلك الصوت كانت له «نكهة» وخلطة سرية لن يتم تقليدها أبدا، إن عزاء مخترع الراديو هو وجود مثل تلك الأصوات التي من أجلها اخترع الراديو لكي نستمتع به.
أخيرا.. أتمنى من إذاعة الكويت الحرص على انتقاء الأصوات التي تبعث بالنفس السرور قبل النفور، فمعظمنا أصبح متابعا جيدا للبرامج الإذاعية، وذلك الأمر ينطبق على المحطات التجارية، فعندما نجد المذيع الذي يبرز بصوته الدافئ ويبتعد عن الإسفاف ويستخدم فقط المفردة الكويتية البسيطة دون أي إضافة لأي كلمة أجنبية عندها سنتابعه كما كنا أيام «زمان».
[email protected]