لقد أصبحنا نشاهد في مجتمعنا الكثير من التصرفات «المنفرة» والتي ولدت معنا لكي تموت معنا في «الشيخوخة»، تلك التصرفات التي أراها كل يوم قد استفزتني وجعلتني أستل سيف قلمي وأكتب عنها لأنها ولدت لدينا «الكراهية» بين فئات المجتمع.
٭ تقديس: يقول خليفة المسلمين أبوبكر الصديق رضي الله عنه في خطبته عند مبايعة الناس له: «إني قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني» ذلك الجزء من خطبته المشهورة تعطينا درسا مهم جدا بأن الإنسان معرض للخطأ فكل ابن آدم معرض للخطأ، أما في زمننا هذا فقد أصبح للبعض من برزوا في مجال معين صفة «التقديس» بعدم الخطأ بأي أمر! ذلك الاستثناء جعلهم بعيدين عن أي نقد وممنوع أن تتحدث عنهم لأن «الشهب» البشرية سوف تصب جام غضبها عليك سواء بالكلام وحتى بالضرب لأنهم «مقدسون» ولا يخطئون أبدا فمن أنت حتى تنتقدهم!
تلك الفئة «المقدسة» ستعيش «بهالة» من الغرور لأنهم فوق النقد والسبب لأن هناك الكثير من المغفلين سيتولون الدفاع عنهم في كل كبيرة وصغيرة وكأنهم تحفة نادرة مكتوب تحتها «ممنوع اللمس أو الاقتراب منها».
٭ تصنيف: لقد تم تقسيم وتقطيع الجسد الواحد في المجتمع إلى قطع متنافرة فذاك يقول سلفي والآخر يقول إخواني وذاك ليبرالي.. والقائمة تطول بتلك التصنيفات التي ما أنزل الله بها من سلطان، أضف إلى ذلك المسمى الجديد «هذا ولدنا»، فهو مميز عن الآخرين وهذا من عائلة فلان فهو ليس من مقامنا، وهذه طبقة مخملية، وهؤلاء هن سيدات المجتمع أما البقية من النساء فلا أعلم ماذا يطلق عليهن! وهذا من قبيلتنا ممنوع أن يتزوج من تلك القبيلة... تلك التصنيفات وغيرها جعلت من المجتمع على مر السنين ممزقا و«هشا» أدى إلى وجود نظرة «فوقية» لدى البعض على الجميع بل ويرونهم أحيانا بأنهم «نكرة»!
٭ تهميش: هو أن تضع الشخص في زاوية بعيدا عن المجموعة دون أن تكون له مشاركة وإن شاركت فليس لها أهمية تذكر! تلك الفئة مهما عملت فستظل دائما على الهامش ذلك التهميش هو بذرة «اجتماعية» تمكنت على مدى سنين طويلة بأن تؤدي إلى ترسيخ مفهوم «عنصري» بتحجيم ذلك الفرد من مساهمته في الحياة وكأنه صفر على الشمال ومكتوب على جبهته «المهمش» ذلك التهميش موجود في البيت وفي العمل.. إن التهميش هو احتقار للإنسان بدلا من التشجيع والتحفيز، فذلك الشخص هو كائن حي لديه مشاعر فاجعلوا له وجودا يساهم في هذا المجتمع بدلا من يكون عالة عليكم.
وأخيرا.. يقول أحدهم: إذا كان بالإمكان أن تتحول الكراهية إلى الكهرباء فإنها ستكفي لتضيء العالم كله، بسبب تلك التصنيفات أصبحت لدينا طاقة بديلة وهي الكراهية.
[email protected]