هرع من فراشه مرتعبا ومنتفضا وراكضا و«متعرجبا» كلمة كويتية وتعني «متعثرا» ليرى مصدر الصراخ الذي اخترق جهازه العصبي كصافرة إنذار أدت إلى التصاق «شحمة» إذنه برقبته من شدة الخرعة ماذا يحدث؟ ياالله صباح خير اشصاير شفيكم؟! عسى ما شر ويشاهد مرته تصارخ على الخدامة ليش ما نظفتي تحت الدرايش؟ ليش نسيتي تغسلين حنفية المطبخ، إنت «تغشيني» وتلفين وتدورين، ليش ما نظفتي الثلاجة؟ شوفي الوسخ صوب الباب.. إنت عامية عساج العمى ما تشوفين، وين ثياب «سير» أوتي، وتقصد (أين دشاديش زوجي الذي هو سيدك ويحمل لقب سير)، وين هدوم «بجا» خلودي، ووين «يونيفورم» سارونة الصغيرة.
ما قرأتموه هو حوار يومي بين الزوجة وخادمتها ولكن بمؤثرات صوتية تصم آذان كل شخص من يتواجد على مسافة «ميل» من منزلهما.. وتتفنن في أذيتها بأن تجعلها تعمل من الصباح إلى آخر الليل دون رحمة منها، ويزيد صراخها إذا كسرت «ماعون» بالخطأ وتغرمها ثمنه! هل تعتقدين بأنك وحدك فقط عزيزتي الزوجة لديك مشاعر وأحاسيس وأن «الخادمات» لديهن «ألواح» خشبية داخل أجسادهن لا يحسون ولا يشعرون بألم الوقاحة والصراخ! هذا التعامل جعل جميع الخدامات إما أنهن يهربن من منزلي أو يرفضن العمل بسبب أم قشعم.
ما كتبته هو ليس بتأليف مني أو من خيالي بل هو واقع وتعسف شديد يعيشه الكثيرون وأعرف شخصيا أحدهم عن قرب شديد هو من زودني بهذه المأساة.. لقد اعتاد أهل الكويت على جلب العمالة المنزلية لمساعدتهم والتعايش (لاحظ كلمة التعايش وليس التلاسن والصراخ والإهانات بشكل مستمر) فقد كان الخادم والسائق والطباخ الطباخة يعتبرون أنفسهم من أهل البيت وأصحابه من شدة لين القول والمعاملة وحسن الخلق، أما صاحبنا ومن على شاكلته فلا توجد في قاموسهم تلك المفردات أبدا.
وأخيرا: يا أم قشعم كيف تثقين وتأمنين بخادمتك في كل شيء وأنت تسيئين معاملتها، اعلمي إذا أردت أن تعيشي مثل الأمهات قديما فعليك أن تقومي بكل مسؤوليات المنزل فتحملي كل شيء وبدون تحلطم، وإما أن تكوني حمامة سلام وتكون الحياة عندك (سهود ومهود) وتعني بأن تكوني سهلة ومتحابة مع الخادمات، فالخيار عندك فقط.
معلومة مهمة: أم قشعم وتعني أنثى «النسر» وتسمى باللهجة الكويتية «النسرة».
[email protected]