سأل أحدهم شابا في الديوانية ماذا يعني المثل القائل: إما حبا وإلا برك؟ فقال لا أعرف! فاستغرب السائل من جهل شباب اليوم وعدم معرفتهم لكثير من الأمثلة الشعبية لأنها من تراثنا القديم، وقد شرح له المثل عندما قال: هذا المثل يقال عندما تطلب من أحدهم «أمرا» فإن «كسله» يجعله «يحبو» كالطفل أو قاعدا في مكانه لا يتحرك ويعبر لمن لا خير فيه ولا فائدة.
لقد كانت الأمثال في السابق متداولة بشكل كبير بين الناس فيكتفون ببضع كلمات فتغني عن الشرح الطويل، فقد قيل «المثل» في حدث معين فأصبح «شائعا» يتم ترديده في كل مكان لنفس الموقف إذا تكرر، فتلك الأمثال نجدها متنوعة وكثيرة وتشمل جوانب عديدة من حياة المجتمع الكويتي قديما فسنستعرض معكم بعضا منها:
٭ إن طار الطير قول: سبيل.
لا تتأسف على خسارتك أو أي أمر يزعجك وقل: الله يعوضني خير.
٭ عتبة مسجد.
يطلق على من تعلق قلبه بالمسجد وتجده دائما فيه.
٭ ما أطيب فلان قال: من ردى ربعه.
لأن ربعه كلهم «فاسدون» فهو يبرز بينهم وكأنه الطيب لأن أعماله بالنسبة لهم أقل فيضرب هذا المثل.
٭ لا تطق الطاسة وبالبيت أقرع.
ألا تتكلم بعيب «خلقي» أمام الحاضرين فقد يكون أحد الموجودين مصابا به فيحرج من كلامك، وبمعنى آخر حاسب على كل كلمة تقولها حتى لا تجرح أحدا دون أن تشعر.
٭ من بغى العالي يصبر على الراش.
معنى العالي هو «صدر السفينة»، ومعنى الراش هو«الموج» ويقصد به: من أراد الرئاسة عليه أن يصبر على أذى المسؤولية لأن الراس كثير الأذى.
٭ من باق حلف.
باق وتعني «سرق» ويضرب لمن سرق وما عنده مانع أن يحلف من أجل أن يتخلص من العقوبة.
وأخيرا.. تلك الأمثال وغيرها تجعلنا نحرص على قراءتها وحفظها من أجل أن نحافظ على تراث آبائنا وأجدادنا من الاندثار، وأيضا نجد نكهة مميزة في نطقها لأنها من صميم «اللهجة» الكويتية القديمة والتي أصبح الكثير من الشباب لا يستخدمها في حديثة مع أصدقائه أو يستخدم تلك الأمثلة لتدعيم موقفه في أمر معين، فكلي رجاء أن يحرص شبابنا على قراءة الكتب المتعلقة بالأمثال الشعبية، أتمنى ذلك.
[email protected]