ما شاهدناه من بعض المحتفلين بالأعياد الوطنية لدينا باستخدام جميع وسائل «الإزعاج» للآخرين والتنكيد عليهم بفرحتهم وخاصة «البالونات» وتعبئتها بالماء ورميها على وجوه الناس أو فتح الأبواب بشكل مفاجئ ورميها على العائلات فيها قلة أدب وإفساد الفرحة بتلك الأعياد، وهناك من يخلط الماء بأمور يعجز اللسان عن ذكرها ويقومون برميها على العائلات وغيرهم!! ويبدو أن البعض منهم تنحدر أصوله من «تايلند» ونقل ثقافة «بلده» إلينا وهو عيد الماي.
إن الاحتفال بالأعياد الوطنية هو التعبير عن الفرحة بأسلوب «حضاري» وليس كما هو حاصل لدينا، ففي السابق عجزنا ونحن نتكلم عن «الرغوة» وما تسببه من أذى وضرر، ولله الحمد تم القضاء عليها بتعاون الجميع، ولكن أن يأتي الضرر من أمر آخر فهذا مرفوض، إن إهدار المياه في هذين اليومين يفوق الوصف، فالغالبية تريد أن تفرح بتلك المناسبة بشكل طبيعي ولكن «يأبى» البعض القليل وكأن هناك تحديا بينهم من يؤذي أكبر شريحة من الناس ! والبعض أيضا «يستفز» الغالبية بتشغيل الأغاني «العراقية» رغم أن الأمر بهذا الوقت أصبح «طبيعيا» ولكن هناك من لديه «شهيد» أو مفقود أو تعرض للتعذيب... فما زالت معاناتهم مستمرة والله يصبرهم على ما هم فيه ومع ذلك تصر تلك «الفئة» الضالة أن تستفزهم برفع صوت الموسيقى لأقصى درجة و دون أدنى احترام لمشاعر هؤلاء! وقد يؤدي إلى اصطدامهم بمن يعاني من آثار الغزو.
لكم أن تتخيلوا شعوبا ما زالت تسير لمسافات طويلة من أجل شربة ماء أو تشرب ماء مخلوطا بالتراب فهذا يكفي لأن نشعر بالنعمة التي نحن فيها وأن نحافظ عليها ويأتي بعض الجهلة ويعبثون بها دون احترام لمشاعرنا الدينية بألا نسرف بالماء، اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء، بل وهناك من يقوم ببيع الماء على المحتفلين بأسعار خيالية فأصبحت تجارة!
إن جهود وزارة الداخلية كانت رائعة وحرصت على توفير الأمن والأمان على مدار اليومين رغم توافد أعداد خيالية في أوقات محددة وعدم تعاون الكثير قد سبب الكثير من الاختناقات المرورية وهذا الأمر خارج عن إرادتهم وعساكم على القوة جميعا.
أخيرا.. من أجل نجاح تلك الاحتفالات الوطنية يجب أن نعمل من الآن على توفير مكان ضخم من أجل استيعاب تلك الأعداد وتكون في أماكن محددة يسهل السيطرة عليها ويمنع استخدام الماء وتكون مراقبة بشكل دائم ويمنع المسيرات في أي مكان آخر يخالف مخالفة شديدة لأن هناك من عانى للذهاب إلى المستشفيات أو مكان آخر بسبب الازدحام الذي وصل لأن يصل أحدهم إلى مشواره خلال ساعتين وقد يؤدي إلى ضرر له!
[email protected]