أتعس نومة اللي تكون بعد صلاة المغرب لأن أحلامها مزعجة وتقعد من النوم وراسك كبر «تانكي» الماي اللي فوق السطح و«مستعسر» لأن الوقت مو وقت نوم، ويقولون بأن العقل الباطن يخربط حزة المغرب وكان هذا الحلم:
حلمت بأني مثل الأخطبوط وبكل مكان لي «سكة» شاطر بالجمبزة وبالرشاوي ومثل ما يقول المثل: ما يخدم بخيل «دهان سير» وبعض الأحيان كنت أعطي رواتب لبعض الموظفين في بعض الوزارات من أجل أن تمشي أموري!
مشيت في هذا الدرب وأصبحت من أصحاب الملايين لأني كنت مقاولا بالباطن وفوق هذا لي مصالح مع بعض المتنفذين يساعدونني في فسادي بعد ما ياخذون نصيبهم، وكنت أعمل أي فساد من أجل المال، وكنت أتعمد أن أضع أردى المواد التجارية في المشاريع التي آخذها دون الاهتمام بسلامة الناس، فالناس هم آخر تفكيري، لأن رصيدي هو أهم شيء عندي، أصبحت معروفا بين الناس بالمليونير الفلاني وبدأت أبني المساجد وأقوم بأعمال الخير وأتبرع للفقراء.. والناس تتكلم عني بأني صاحب الأيادي البيضاء وأنا عشت الدور وصدقت بأن يدي بيضاء وأتحدث عن الشرف والأمانة والإصلاح والقضاء على الفساد وبنفس الوقت اضرب ماقلته بالطوفة لأن الكلام ببلاش.
وأنا راجع من مكتبي حصل لي حادث قوي بسبب دعوة قد ظلمتها وتوفيت على أثرها بسبب الإصابات القوية وبعد الصلاة علي ودفني بدأ الحساب من أين لك هذا؟ ولم أعرف كيف أكذب مثل حياتي بالدنيا فتوهقت ورأيت نارا قوية تقترب مني وقبل أن تقترب صرخت بأعلى صوتي «لا» واخترعت أم العيال من صراخي وقالت: شفيك تصارخ تراك أزعجتنا، وعندها عرفت بأنه حلم جميل بالبداية ومؤلم في النهاية وبعد أن شربت الماي وحمدت ربي بأنه حلم وعرفت أن رصيدي يالله يكفي لنهاية الشهر وقلت في نفسي: أموت على قد حالي وأنا مرتاح الضمير خير من أموت غني وأنا نصاب وبلا ذمة... وأشوف العذاب اللي محد شافه وأتعذب فيه علشان يقولون عني «غني» وإن الدنيا قصيرة ما تسوى بأن أبوق وأكذب وأرتشي.
أخيرا.. يامن تعتقد أنك بعيد عن أعين الناس وتنصب وتكذب وتسرق تأكد بأن رب العباد يراقبك وسوف يكون حسابك عسيرا فالملايين التي سرقتها بالحيلة لن تنفعك لأنك ستكون لوحدك بالقبر ولن ينفعك سوى عملك فقط وعملك رايح فيها فسارع إلى المغفرة والتوبة ورجّع أي أموال أخذتها بالباطل فوالله لن ينفعك، ونصيحتي الأخيرة ألا تناموا بعد صلاة المغرب لأن أحلامكم ستكون مرعبة.
[email protected]