تشلخنا من سالفة بعض مشاهير التواصل الاجتماعي اللي إحنا جعلناهم مشاهير بمتابعتنا لهم وراء كل شيء وإنهم يختصرون علينا البحث ويعرضونه علينا بأسلوب مشوق، تفتح السناب تشاهد فلانة تعرض «حنة» للشعر وأنها تطيل الشعر الخفيف ولكن للأسف فيها مادة احرقت شعري وجعلتني «قرعة» مؤقتة، وتفتح الانستغرام تجد غيرها يعرض قطرة من أجل إطالة الأظافر وخذ «كذب في كذب» من أجل الفلوس وتستطيع أن تفعل المستحيل من أجل الحصول عليه وللأسف انخدع فيهم الكثير وخاصة البنات المراهقات.
هناك من يستطيع أن يتفنن بالكذب ويقوم بترويجه من أجل أن يعرض المنتج الخاص به ويستعين بكذبه ببعض المشاهير في وسائل التواصل والذين يتبعهم الكثير من مختلف الأعمار ويقوم بعد أن يغريهم بالمال الكثير وقد يصل الإعلان الواحد في دقائق معدودة لراتب مسؤول كبير بالدولة خلال شهر! فالصحف اليومية لم تعد مصدرا للتسويق كما كانت في السابق لأن عدد قرائها لم يكن كالسابق خاصة بعد دخول وسائل التواصل الاجتماعي بقوة.
لقد قام بعض من هالمشاهير بتشويه صورة المجتمع الكويتي بأنه مترف ويعيش بخير ونعمة ولا يعاني من أي ضغط نفسي لدرجة أن فلوسه يضعها في «طفاية» السيارة من كثرها، لقد أظهروا أن المجتمع الكويتي وخاصة النساء بأنهن طوال 24 ساعة يضعون المكياج ويلبسون «الستريش» الضيق وعيونهم «زرقاء» وأجسامهن مميزة وحياتهن كلها في الأسواق بحثا عن الجديد من الموضة أو الجلوس في «الكافيهات» التي ظهرت بها تلك المشهورة أو الأكل في المطاعم والتي زارتها تلك المشهورة وقد تطلب إحداهن الملعقة التي أكلت بها تلك المشهورة! لقد أصبحت السمعة السيئة تلازم الكثيرين منا بحيث أظهرتنا بصورة بشعة أمام الآخرين.
لقد أصبح الكثيرون وخاصة المراهقين يشعرون بشكل دائم بأن فيهم خلل ونقص بالشخصية وإنهم يجب أن يكونوا كالمشاهير في كل تصرفاتهم اليومية والذين لا دين لهم ولا علم ولا ثقافة، فكلما زاد عدد المتابعين كلما زادت الدعايات التافهة، فلقد أصبح اهتمام الناس بالسطحية فيجب أن يرجع السطحي لمكانه الطبيعي والمثقف يعود لمكانته الحقيقية ونقف ضد من يعبث بعاداتنا وتقاليدنا من بعض التافهين وننظف أفكارنا ونعيد لشخصيتنا وضعها الطبيعي كما كان في السابق قبل ظهور بعض من المشاهير.
أخيرا.. لقد أصبحنا أمام العالم بأننا مجتمع يعشق المظاهر رغم وجود إنجازات رائعة لكثير من الشباب، أصبح المستفيد الأول من هؤلاء المشاهير هم الشركات لترويج بضائعها على حساب فلوسنا، زادت المشاكل الأسرية التي سببها هؤلاء المشاهير لأن الكثير من المراهقين يحاولون تقليدهم، الكثير سيقلد تلك الشخصية المتمردة بكل تصرفاتها وهذا خطر على المجتمع، فلنرتق فإن القاع مزدحم.
[email protected]