أعشق السوالف اللي فيها أمور اجتماعية «سلبية»، ويكون لي دور في تغيير ذلك السلوك، سالفتي اليوم رواها لي ابن اخت بطل قصتنا وهو «البخيل» واللي عنده رصيد بالملايين وعمارات واراض في الكويت وبعض دول مجلس التعاون الخليجي يقول لي: خالي غني وبخيل يحاسب عياله على كل «فلس» يصرفونه، حياتهم من وجهة نظري بأن الفقير اللي تشوفه بالشارع «الطرار» أفضل من حياتهم، عمرهم ما استمتعوا بالفلوس اللي عند أبوهم واللي دائما يردد هالجملة: بأن هذي الفلوس تعبت كل هالسنين أجمعها علشانكم وتغنيكم عن مد ايديكم للناس في المستقبل!
إن البخيل شخص «مريض» يعيش كل حياته ولا يشعر بلذة الحياة لأنه حارس للمال وكما قالوا لا فائدة في ثلاثة: المال بيد البخيل، والسيف بيد الجبان، والقلم بيد المنافق، لقد حرم أبناءه لذة المتعة بالمال الذي جمعه وكأنه ينتقم منهم بأن يجعلهم يعيشون في «مرارة» وهم يرون المال الكثير دون أن يستفيدوا منه شيئا، كثيرة هي القصص التي نسمعها بأنه بعد وفاة ذلك البخيل «تنازع» الإخوة على الميراث أثناء تقديم واجب العزاء كل يريد نصيبه! لقد أعجبني كثيرا التاجر المعروف أطال الله في عمره وأمده بالصحة والعافية «سليمان الراجحي» أنه قام بتوزيع ثروته على أبنائه وزوجاته أثناء حياته لأنه بالتأكيد قد رأى ما يحصل للأبناء من نزاع وفرقة وتشتت وضياع الأموال بعد وفاة أبيهم فكانت تلك المبادرة حتى لا يحصل بينهم انشقاق، املا ان ويعيشوا في رخاء وسعادة أثناء حياة أبيهم داعين له بالرحمة والمغفرة قبل وبعد مماته، وقام هو بعمل وقف لثلث ثروته يجري عليه أجرها بعد وفاته بعد عمر طويل مادامت ينتفع بها الناس.
أعرف شخصيا بعضا من الأصدقاء يدعون على آبائهم كل يوم ويتمنون موتهم اليوم قبل غد حتى يعيشوا مثل الآخرين فهم من حيث المسمى «أغنياء» ولكن فعليا «فقراء»، ونسمع بعض المرات انه بعد موت ابيهم تم توزيع الثروة بسرعة ولعبوا فيها كنوع من الانتقام وبعض من حصل على الثروة قد بلغ الشيب منه كثيرا فأصبح كبيرا في السن فلا يستطيع أن يستمتع بها فالذي استمتع بها هم أولاده وأحفاده أحيانا ويبدأ بالحسرة على أبيه.
أيها البخيل انظر حولك ستجد القصص الكثيرة عن الصراعات حول الميراث بسببك، وتشتت الأولاد بسببك، ودعائهم عليك بسبب بخلك، فسارع الآن إلى إسعاد أبنائك وزوجتك وأقاربك.. فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم «إذا مات ابن آدم انقطع عمله الا من ثلاث، صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له» رواه مسلم، فبالتأكيد أيها البخيل إن لم «تعز» عيالك «في حياتك فإنهم لن يعزوك أثناء مماتك ولن يكون لك نصيب من تلك الثلاث التي ذكرها رسولنا صلى الله عليه وسلم»، فعزهم يعزونك.
[email protected]