كثير منا قد «ظلم» ممن يعتقدون بأنهم فوق القانون دون أن نكون لنا حيلة في أخذ حقنا سوى دعوة لله سبحانه وتعالى فهو القادر على كل شيء، فهذه قصة تتحدث عن دعوة «المظلوم» على من ظلمه وكيف كان عقابه في الدنيا.
كان يمشي ويده مقطوعة من الكتف وينادي: من يراني فلا يظلم أحدا، فسأله أحدهم ما قصتك؟ فقال: كنت أساعد الظلمة فرأيت في يوم من الأيام صيادا وقد اصطاد سمكة كبيرة فأعجبتني فقلت للصياد: اعطني هذه السمكة فقال له الصياد: لا أعطيك اياها فأنا أبيعها لكي أشتري بها «طعاما» لأولادي فقمت بضرب الصياد وأخذها منه بالقوة ومشيت عنه ويضيف قائلا: وبينما أنا أمشي فإذا بالسمكة تعضني «عضة» قوية على «إبهامي» ولما وصلت البيت رميت السمكة وإبهامي يؤلمني ولم استطع النوم وانتفخت يدي فذهبت الى الطبيب وقال لي: انها بداية «الغرغرينا» فيجب أن نقطع إبهامك قبل ألا نقطع «يدك» كاملة وفعلا قطع ابهامي ومازال الألم يستمر بقوة فرجعت للطبيب مرة أخرى فقال لي: يجب أن نقطع لك «كفك» وهكذا استمر معي الحال الى أن تم قطع كتفي كاملا فسألوني الناس عن سبب ما حصل لي، فقلت لهم قصتي مع صاحب السمكة فقالوا لي: لو كنت قد عدت اليه ورددت اليه سمكته ما أصابتك تلك الآلام، فعليك أن ترجع اليه، وتطلب رضاه، وأن يسامحك قبل أن تتقطع كل اجزائك بسبب «دعوته» عليك، فبحثت عنه وعندما وجدته قمت «أقبل» رجليه وأنا أبكي وأقول له: حلفتك بالله أن تسامحني وتحللني وقام يبكي هو أيضا وقال لي: لقد سامحتك وحللتك عندما شاهدت حالتك التي وصلت اليها. ويضيف «الظالم» ما الدعوة التي قلتها علي لما أخذت سمكتك فقال: اللهم ان هذا قد «تقوى» علي بقوته على ضعفي على ما رزقتني ظلما فأرني قدرتك عليه فقال الظالم: لقد أراك الله قدرته فيّ، وأنا تائب الى الله عز وجل، ولن أكون في خدمة الظلمة وعونا لهم في يوم من الأيام.
أخيرا.. بعد تلك القصة يا ترى كم من «ظالم» عندنا قد أكل حقوق الآخرين، وكم من مظلوم استجيبت دعوته، وكما تقول الحكمة: ربما بالظلم تستطيع أن تملك كل ما تريد، ولكن بدعوة مظلوم واحدة تفقد كل ما ملكت. فاتقوا الله يا من ظلمتم الناس فتوبوا الى الله توبة نصوحا قبل أن يصيبك ما هو أسوأ من صاحب القصة.
[email protected]