ما شهده مجتمعنا الكويتي خلال الأيام القليلة الماضية من محاولات لنشر الفتنة والضغينة بين ابناء هذا المجتمع المسالم والمحافظ، والذي جبل ابناؤه على التلاحم والتكاتف في أصعب الظروف، بعيدا عن أي انتماء للقبيلة أو المذهب أو أي شيء آخر، دليل على أن هناك من يتربص بهذا الوطن، ويسعى إلى زعزعة نسيجه الاجتماعي المتناسق لأهداف وغايات لا يعلم مداها أو نتائجها إلا الله تعالى، وقد تؤدي بنا إلى أمور لا تحمد عقباها.
إن أبرز ما نعتز به في وطننا الكويت، منذ القدم، هو هامش الديموقراطية الكبير، في ظل أسرة آل الصباح الكرام، وحكم صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله، حتى أننا نُحسد على ذلك من الآخرين، فكل مواطن كويتي يستطيع أن يقول ما يشاء، ويكتب ما يشاء وينتقد من يشاء، لأن دستورنا، الذي هو مرجعنا كفل لنا ذلك، ولكن يجب أن يكون ذلك بعيدا عن التجريح الشخصي والإساءة المتعمدة إلى الآخرين بطريقة غير لبقة.
إن ما ينبغي أن ندركه جميعا أننا مطالبون، بل وواجب علينا، أن نحافظ على نسيج هذا المجتمع ووحدته وترابطه، وعلينا ألا نفرط في ذلك، أو نستهتر به، ولننظر إلى تجارب بعض الدول الأخرى التي مزقتها الطائفية والفئوية والعصبية، واشتعلت فيها نيران الفتنة، وها هي تعاني من التمزق والتفكك والجرائم، وتحتاج إلى سنوات طويلة إلى إخمادها.
فيا أبناء الكويت، حكموا عقولكم، ولا تسمحوا لمن يريد إيقاظ الفتنة بأن ينال منا، فقد قدمنا على مدى سنوات طويلة نموذجا يحتذى في الديموقراطية، وفي علاقة الحاكم بالمحكوم، وعلاقة أبناء الكويت ببعضهم، فلا تعطوا فرصة للمتربصين بنا حتى يفعلوا فعلتهم، ويحققوا مرادهم في تمزيق لحمتنا والقضاء على الأواصر القوية التي تجمعنا ونشأنا عليها منذ القدم، فما حدث ينبغي أن يكون لنا درسا يجدر بنا أن نتعلمه ونعيه ونأخذ العبرة منه، وأن نتجاوزه الآن، ونسمو فوق كل هذه الصغائر والمهاترات والشقاق والفتن، وننظر إلى تطوير بلدنا ودفع عجلة تنميتنا، فالكويت لنا جميعا، وقلبها كبير يتسع لجميع الطوائف والأطياف والشرائح والقبائل، فالكويت لنا جميعا، وقلبها كبير يتسع لجميع الطوائف والأطياف والشرائح والقبائل، من بدو وحضر، وسنة وشيعة، وكل المواطنين الشرفاء في هذا البلد الذين يحرصون على الوحدة الوطنية والتلاحم مع أبناء هذا الوطن.
آخر الكلام:
نتمنى من القائمين على بعض المحطات الفضائية إلغاء أو مراقبة الشريط الذي يوضع في أسفل الشاشات لما تحمله بعض التعليقات من إثارة للفتن والنعرات الطائفية.
[email protected]