لست ممن يحتاج للشهرة فأنا لست نكرة أو أطلب شهرة من وراء هذا المقال، ولست هنا أيضا لكي أبرر ما فعله، فالقضاء هو من ينصفه، ولكنني قبل أن أكتب مقالتي هذه شاهدت العديد من إنجازات المغرد الشهير عبودكا وردود الأفعال على صفحات «تويتر» سواء كانت معه أو ضده ولأنني لست من المتابعين له فيجب أن أنصف هذا الرجل بعد أن أشاهد إنجازاته ولماذا كان هناك تعاطف قوي معه فخرجت بهذه العبارات.
لقد خلق الله لنا يدين اثنتين لنعطي بهما فيجب أذن ألا نجعل من أنفسنا صناديق للادخار، وإنما «قنوات» ليعبرها الخير فتصل إلى غيرنا، فلقد كان المغرد «عبودكا» مثالا اختلف فيه مع كثير من المشاهير على وسائل التواصل الاجتماعي، فقد كان سخيا مع الكثيرين وأسعد وأدخل الفرحة على الكثير من الأسر المحتاجة، فلقد وصلها بدون كتابنا وكتابكم رغم إنه غير مضطر لفعل هذا العمل الإنساني ولكنها الإنسانية التي فقدت في وقتنا الحاضر، إن قيمة الإنسان ليست بما يملكه بل بما يمنحه، فالشمس تملك النار ولكنها تملأ العالم بالنور، إن المغرد والذي يملك قاعدة جماهيرية كبيرة عليه مسؤولية كبيرة، فالكثيرون يتابعونه وخاصة فئة الشباب فيتأثرون بما يقوم به فيكون بذلك «نموذجا للعطاء»، فعندما تعيش لتسعد الآخرين يرزقك الله آخرين يسعدونك ويقفون بجانبك وقت الشدائد، وهذا ما حصل معه عندما تم حجزه فكانت الأدعية تتواصل من أجل الإفراج عنه وهذا ما حصل، فعندما كان عبودكا رمزا للعطاء فقد ملك حبهم دون أن يطلب ذلك.
تذكرت مقولة شهيرة تقول: كلما أعطيت بلا مقابل، رزقت بلا توقع، اعمل الخير بصوت هادئ فغدا يتحدث عملك بصوت مرتفع، وقد كان مع المغرد عبودكا، ورغم ما كان من هجوم قاس عليه من البعض فأعتقد ان ذلك الهجوم القاسي لن ينسيه العطاء فسيضع تلك الخلافات جانبا عندما يحتاجه الآخرون وإن كانوا أعداءه لأنه أكبر من أن تهزه أي عاصفة عابرة.
أخيرا.. أنهي تلك المقالة بحكمة أعجبتني: إن فقدت مكان بذورك التي بذرتها في يوم من الأيام فسيخبرك المطر أين زرعتها، فابذر الخير فوق أي أرض وتحت أي سماء ومع أي شخص، ازرع جميلا ولو في غير مكانه فإن الجميل أينما زرع يأتي بشيء جميل، فالعطاء يمكن أن تلقى جزاءه في الدنيا أو يكون لك ذخرا في الآخرة، فالبصمة الجميلة تبقى وإن غاب صاحبها.
[email protected]