جميع دول العالم شاهدت بسعادة ومتعة «كروية» لكأس العالم 2018 والتي استضافتها روسيا لمدة تجاوزت الشهر، لقد مرت مباريات كأس العالم علينا سريعا، ولقد تميزت هذه البطولة عن بقية كؤوس العالم السابقة إبهارا وتنظيما، وفوق ذلك أن كأس العالم 2018 قد شهد انتهاء لتاريخ وتوثيقا لتاريخ جديد.
هذه الحقيقة قد شاهدها محبو الكرة المستديرة في جميع بقاع العالم، كأس العالم 2018 أصدر شهادة وفاة للأسماء الكبيرة والمتكررة وشهادة وفاة لمنتخبات كنا نشجعها وعلى اختلاف تعاطفنا الكروي ولا نخفي سعادتنا بانتهاء عصر الكبار وبداية عصر دول وأسماء فرضت إيقاعها الكروي الممتع على الأرض من خلال توثيقها بكاميرات وعدسات المصورين غير مصدقين لما يحدث من مفاجآت غيرت معها القناعات القديمة بأن «نيمار» والبرازيل «لا يقهران» وان ألمانيا بالتأكيد قد حجزت مقعدها في «النهائي» وان اسبانيا ستكون بلا شك في المربع «الذهبي» ورونالدو البرتغال حامل الكأس الأوروبي سيتواجد بقوة ضمن الأربعة الكبار في المربع الذهبي، كما أن «ميسى» سيتواجد بقوة ضمن الأربعة الكبار في المربع الذهبي، وكنا نعتقد أنه سيحقق حلمه أخيرا بحمل كأس الأرض والعالم، وان سواريز «أوروغواي» هذا المنتخب المقاتل سيحظى بفرصة تكرار التاريخ عند معانقة الكأس الغالية للمرة الثالثة، وان إنجلترا امبراطورية كرة القدم ستعيد التاريخ وتعود بالكأس لموطن كرة القدم كما تغنى إعلامها.
ما حصل في روسيا 2018 أيها السادة والسيدات هو غزارة تدفق المفاجآت الكروية الواحدة تلو الأخرى. فألمانيا تعجز عجزا غريبا بالخروج من أدوار المجموعات أما فريق السامبا فيستمر في فشله في اللحاق بالأدوار المتقدمة منذ أكثر من ثلاث بطولات.. والأرجنتين تتهاوى تحت أقدام القادم الجديد «كرواتيا» والتي أسقطت الكبار الواحد تلو الآخر، ولقد برز على سطح سماء روسيا لاعبون شباب جدد وأبهرت المنتخبات الصاعدة كل من تابعها مثل «بلجيكا» والتي عزفت ألحانا كروية متجددة في كل مباراة وتنال من خصومها مع الرأفة الشديدة.. ولم تعد هناك أسماء رنانة اعتاد الإعلام تضخيمها وانكشفت حقيقتها المزيفة.
إن كأس العالم في روسيا 2018 كان مثاليا في كل شيء، جعلنا نعيش أجواء المباريات داخل وخارج الملاعب، تفاعلنا مع الفوز وتعاطفنا مع دموع الخاسرين، شاطرتنا الكاميرات الذكية مشاهد الفرح التلقائية من الجمهور وأيضا مشاعر البكاء والحزن على ضياع الحلم والجهد، لقد أبدعت تغطية «بي ان سبورت» في إظهار كل شيء ولم تترك مثل ما يقولون: «مغز إبرة إلا وكانت متواجدة فيه»، فكان هناك إبداع إعلامي من نقل تلفزيوني ولقاءات حية ومباشرة ومع عمالقة الكرة العالمية وعيشتنا الحدث الكروي العالمي بسعادة كبيرة، فشكرا لا تكفي بحق تلك القناة الإعلامية الأولى في نقل الأحداث الرياضية، ونسأل الله لكم دوام الاستمرار والنجاح والتفوق.
[email protected]