قــبل أن تدشــن دبي أخــيرا برجها الأسطوري، والذي يعد أطول ناطحة سحاب على وجه الأرض، ويقع على أغلى كيلومتر مربع لبقعة أرض في العالم، راهن الكثيرون من الناس عن إمكانية خروج هذه الإمارة بسلام من أزمتها الاقتصادية التي طالت العالم اجمع.
ودبي، التي عرف عنها ولعها بأسماء التفضيل، اعتادت في مشاريعها دائما أن تطلق عليها بأنها الأطول، والأعلى، والأكبر، والأغلى، والأفضل، والأسرع... إلى آخر سلسلة طويلة لا تنتهي من أسماء التفضيل، اعتاد الناس أن يسمعها عن هذه الإمارة، التي استطاع حاكمها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أن يحولها في فترة وجيزة إلى مكان يقصده رجال المال والأعمال والمستثمرون من كل حدب وصوب، ورغم أنها لاتزال تئن تحت وطأة الأزمة المالية العالمية، وتعاني منها ما تعاني، لكنها بقيادة الشيخ محمد بن راشد تواصل «التحدي».. ووضعته شعارا وخيارا لها، واعتبرته عدوا يجب قهره وهزيمته، في ظرف يعد من أحلك الظروف التي تواجهها الإمارة، ووقت من أصعب الأوقات التي يمر بها العالم اقتصاديا، وعانت من ويلاته الكثير من الدول، وتسعى دبي بكل ما أوتيت من قوة أن تثبت أنها قادرة على التحدي وصنع الانتصار، بـ «الهمم العالية التي تبني القمم العالية».
افتتاح برج «خليفة» الأسطوري، هذا البرج المعجزة، في هذا التوقيت مؤشر إيجابي على متانة اقتصاد هذه المنطقة رغم ما تواجهه الآن من تحديات، وسيعيد ذلك إليها الثقة بعد أن كاد هذا الاقتصاد منذ فترة وجيزة يصل إلى حد الانهيار.
دبي التي احتفلت بالذكرى الرابعة لتولي حاكمها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مقاليد الحكم فيها يحق لها أن تتباهى، بما يحققه لها هذا الرجل من إنجازات غير عادية وفي زمن قياسي، متحديا كل الظروف والصعاب، إنها فعلا إرادة التحدي.
دبي، التي قبلت التحدي، هي نفسها دبي التي تلقـــت دعما من إمــارة أبوظبي منذ فترة قصيرة للتخفيف من وقع أزمتها المالية والاقتصادية، وهي نفسها الآن التي لفتت أنظار العالم إليها، بتدشين هذا البرج الذي تعول عليه كثيرا، وتأمل منه أن يعيد إليها بريقها، واعتقد جازما أنها ستنجح، وستخرج من أزمتها وتعود أكثر صلابة وقوة مما كانت، فهنيئا لدبي، ولشعبها الشقيق، ولراعي نهضتها الشيخ محمد بن راشد، وإلى مزيد من التطور والازدهار.
[email protected]