بدعوة كريمة من رئيس وأعضاء جمعية الخالدية التعاونية، تشرفت بحضور حفل تكريم كوكبة من الطلبة الفائقين في المنطقة، وقد حضر ذلك الحفل عدد من أعضاء مجلسي الأمة والبلدي، كما حضرته أم الجميع ماما أنيسة التي أضفى حضورها طعما مميزا للحفل، وبعد ان ألقت كلمتها بصوتها المميز والصادق والحنون، الذي يخاطب القلوب الحاضرة، ويعمق فيها حب الديرة والتعلق بها، استحقت ان تنال تصفيقا حادا من كل الحضور، للتعبير عن ذلك الحب الكبير لها، ذلك الحب الذي زرعته في قلوب عيال ديرتنا، وعايشه الجميع.
لقد عملت ماما أنيسة في الإعلام في بداية الستينيات، وتخصصت في برامج الأطفال، واستطاعت بأسلوبها الخاص والمميز ان تكسب قلوب وعقول عيال الديرة، الذين يبادلونها حبا بحب، فهي تاريخ يمثل مرحلة مهمة من حياة الإنسان الكويتي لا يمكن نسيانه بسهولة.
أجيال كثيرة عايشت هذه الإنسانة الرائعة والعظيمة، وقد عشقنا برامجها وصوتها وتفاعلها مع الأطفال، وكان لها ذلك الحضور الطاغي في التلفزيون والإذاعة لخدمة الطفل الكويتي وإسعاده بشتى الطرق، حيث اخذت على عاتقها ان تكون سراج الطفل المنير الذي لا ينطفئ، بعزيمة امرأة صادقة ورقيقة وإرادة لا تعرف المستحيل.
ان برامج ماما أنيسة المختلفة منذ انطلاقتها، احتلت مكانة متميزة في دول مجلس التعاون الخليجي، فكانت عزيمتها وإرادتها القوية من أسباب تألقها ونجاحها وتميزها في برامج الأطفال، واستطاعت ان تحفر اسمها بحروف من ذهب في ذاكرة أبناء الكويت. ماما أنيسة في حفل التكريم لامست وجدان وذكريات جميع من حضر الحفل، فأطال الله في عمرها، وأبقاها ذخرا لكل أبناء ديرتنا الغالية.
ماما أنيسة امرأة من ذلك الزمن الجميل، ومن الواجب ان نقابل عطاءها بعطاء، وأعتقد انه قد آن الأوان لتكريمها، وأقترح في هذا الصدد ان يطلق اسمها على إحدى مدارس رياض الأطفال، التي عشقت براعمها وأفنت حياتها من أجلهم.
[email protected]