اصبــــح واضحا ما للترويح من اهمية في حياة الفرد والمجتمع، وهذه الاهمية ترتبط الى حد كبير بمدى ما يناله النــــشاط الترويحي مـــــن تنـــــظيم وتوجيه، ومن هنا فإن هنــــاك أسسا عامة لا ينبغي اغفالها عنــــد وضع البرامج المختلفة لهذا النشاط.
وخلال هذه الايام تقام انشطة مهرجان «هلا فبراير» وما نأمله من اللجنة المنظمة لهذا المهرجان ان تسعى الى التجديد والتغيير، واضفاء البهجة الحقيقية على المواطنين وكل زوار الـــكويت، وان نشـــعرهم بأهـــمية هذا المهرجان، وانــــه يخــــتلف عن بقية المهرجانات الأخرى، كما نأمل منــــها ان تستعين بالخبرات الكويتية وشركات الدعاية والإعلان للتسويق جيدا لهذا المهرجان.
ففي أوروبا مثلا عندما يكون عندهم مهرجان تسويقي مثل «هلا فبراير» نجدهم يبذلون قصارى جهدهم لجعله مميزا، حيث الرقي في العروض المختلفة التي تشد الجمهور والحرص على الحضور مع اسرهم، وكذلك توافد السياح من مختلف العالم لرؤية الاحتفالات والعروض المختلفة والمبهرة التي تتنافس دول اوروبا على الابداع فيها، وكذلك ايضا عند وجود مناسبة معينة تشاهد طوابير طويلة من البشر تنتظر عند المتاجر للشراء، والسبب هو وجود خصومات حقيقية يسيل لها لعاب المتسوقين، لأن التاجر يقدر هذه المناسبة ويعمل على تخفيض أسعاره بشكل جنوني خلالها، سعيا لإرضاء الزبون وتقديرا لهذه المناسبة، ولا يهمه في هذا المهرجان الربح الوفير بقدر ما يهمه التسويق لبضاعته وترويجها.
اننا نأمل من جميع التجار والشركات المشاركة في مهرجان «هلا فبراير» عمل خصومات حقيقية، لجذب الناس، دون ان نسمع مبررات واهية والتعلل بالوضع الاقتصادي، وعدم القدرة على عمل خصومات، وان يسري هذا الأمر كذلك على الفنادق والمنتجعات والشاليهات التي نطالبها بالمشاركة في مثل هذه المهرجانات لإضفاء جو السعادة على الجميع، وان تكون لديها عروض حقيقية ملموسة فـ «أهل الكويت يستاهلون»، ونأمل ايضا من اللجنة المنظمة لمهرجان هلا فبراير اشراك المدارس والوزارات وجمعيات النفع العام في الاحتفالات كما كان في السابق، وان تزيد الجرعات التوعوية لفئة الشباب.
وأخيرا نتمنى مشاركة الفنانين الكويتيين الكبار وتنظيم اوبريت غنائي وطني، كبادرة تقدير بحق هؤلاء الذين ساهموا في رفع الأغنية الكويتية عاليا، لاعطائهم الاحساس بأنهم موجودون في قلوب اهل الكويت جميعا، اننا نريد لمهرجان «هلا فبراير» في الكويت هذا العام ان يكون «غير» فهل نشاهد ذلك واقعا ملموسا؟ ونسأل الله ان يديم الأمن والأمان على وطننا وعلى الشعب الكويتي الذي نتمنى ان تترسخ في قلبه مبادئ الوحدة الوطنية التي نادى بها وحرص عليها صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه.
[email protected]