يروى ان شابا ذهب الى حكيم في الصين ليتعلم منه سر النجاح، فسأله ما سر النجاح؟ فقال له الحكيم: إن سر النجاح هو الدوافع. فقال له الشاب: ومن أين تأتي هذه الدوافع؟ فرد الحكيم: من الرغبة المشتعلة. استغرب الشاب وقال: وما الرغبة المشتعلة؟ ومن أين تأتي؟ فاستأذن الحكيم الشاب لحظات وأحضر وعاء كبيرا مليئا بالماء ثم قال للشاب: أمازلت تريد معرفة مفهوم الرغبة المشتعلة؟ فأجابه الشاب: بالطبع، فطلب منه ان يقترب من الوعاء وينظر فيه، وفجأة ضغط الحكيم بكلتا يديه على رأس الشاب ووضعها داخل الوعاء. ومرت ثوان لم يتحرك فيها الشاب، وبعدها بدأ بالعمل لإخراج رأسه بكل ما أوتي من قوة حينما شعر بالاختناق حتى نجح في تخليص نفسه، ثم نظر الى الحكيم بغضب وقال له: ماذا فعلت؟ أتريد قتلي؟ فأجابه الحكيم: ماذا تعلمت من هذا الدرس؟ فأجاب الشاب: لا شيء. فقال له الحكيم: بل تعلمت الكثير، لأنك في البداية عندما كان رأسك في الوعاء لم تكن لديك الدوافع الكافية لتخرج رأسك من الوعاء، وعندما شعرت بالاختناق بدأت في التحرك والمقاومة حتى وصلت دوافعك الى أعلى درجاتها، وعندها أصبحت لديك «الرغبة المشتعلة» لتخليص نفسك، وفي النهاية نجحت لأنه لا يمكن لأي قوة أن توقفك، فاعرف عندما تكون عندك الرغبة المشتعلة للنجاح فلن يستطيع أحد ايقافك.
أسوق القصة السابقة بعد ان نجح مجلس الأمة أخيرا في إقرار ثلاثة قوانين كانت مثار جدل كبير، وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على الرغبة المشتعلة التي سادت الأجواء بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، خلال الفترة القليلة الماضية، فأثمرت نتائج طيبة جدا بإقرار ثلاثة قوانين مهمة: الخطة التنموية للدولة وهيئة سوق المال وحقوق المعاقين.
ونذكر هنا بما أشار اليه صاحب السمو الأمير أكثر من مرة في خطاباته، حول ضرورة التعاون بين السلطتين لإنجاز المشاريع، ويجب ان يبقى نوابنا الأفاضل وحكومتنا الرشيدة يعيشون هذه الحالة من الانسجام والتوافق، لأن مصلحة البلاد والعباد فوق أي اعتبار.
فالرغبة المشتعلة في نفوس كل المواطنين هي أن يكتب لبلادنا النجاح في كل خططها ومشاريعها، وهذه الرغبة في النجاح لن تتحقق، كما رأينا في قصتنا السابقة، إلا بالإرادة والتصميم ووجود الدوافع الحقيقية للإنجاز، فلنجرب هذه المرة، وأدعو نواب الأمة والحكومة الى الاستمرار في حالة التوافق، وإلى ابراز الدافع الحقيقي للعمل الجاد، وان تكون لديهم الرغبة في الإنجاز، وعندها سنجد ان بلادنا قد تغيرت، وبدأت خطواتها الحقيقية لتكون مركزا ماليا واقتصاديا يشار إليه بالبنان.
[email protected]