على الجانب الاسرائيلي قامت الجامعات ومراكز الأبحاث بـ «1» تزويد الطائرات بخزانات وقود اضافية «2» اجراء تجارب في صحراء النقب اثبتت خطأ المقولة العسكرية بان الجندي يحتاج الى لتر ماء، حيث تبين انه يحتاج في حروب الصحراء لـ 5 لترات ماء، لذا كان الإسرائيليون يحاربون بنشاط بينما مات على الجانب المصري من العطش اكثر ممن مات بالرصاص «3» على جانب سيارات النقل والجيب اجرت اسرائيل تجارب على رمل سيناء وعرفت ضغط العجلات المناسب لعدم التغريز في الرمال، وهو ما اعطاها الحرية في الحركة عندما توقفت سيارات الآخرين «4» طورت اسرائيل كذلك جنازير دباباتها وقدرتها على تسلق المرتفعات كما زادت مدى طول القذائف مما جعلها تستطيع التحرك والتسلق والمهاجمة من اماكن غير معتادة.
جانب كبير من الانتصار الاسرائيلي يعزى للمعلومات المخابراتية الدقيقة، ومن الطريف ان الجاسوس الاسرائيلي امين ثابت «كوهين» قد نصح القيادة السورية بزرع اشجار قرب مخابئ المدافع والجند في الجولان، حتى يتظلل بها الجند المساكين، وهو ما تم، وفي عام 67 استطاعت اسرائيل وبسهولة معرفة مواقع الدفاعات السورية عبر مراقبة اماكن الاشجار، وقد اصطحب شقيقا كوهين مراسل احدى الفضائيات الاجنبية الى الجولان المحتلة واطلعاه على المخابئ والاشجار بقربها وبينا كيف ان كوهين قد افاد بلده بعد عامين من اعدامه في العام 65.
آخر محطة:
تحدى عبدالناصر الرئيس جونسون وطلب منه قبل الحرب ان يشرب من البحر الابيض وان لم يعجبه يشرب من البحر الاحمر، وقد سميت خطة ضرب المطارات المصرية عام 67 بالابيض والاحمر نكاية به.
قضيت اجازة الاسبوع الماضي في منتجع المارينا على البحر الابيض المتوسط، واقضى هذا الاسبوع في منتجعات العين السخنة ولاغونا ومرسى علم على البحر الاحمر، وارجو ممن لا تعجبه هذه السلسلة من المقالات الا يطلب منا شرب مياه البحرين الابيض والاحمر كونهما شديدي الملوحة كما جربت..!
...عودة