سامي النصف
اثبتت احداث الايام الماضية رحمة ورأفة القيادة السياسية الكويتية ممثلة بصاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد حفظه الله، فمع وفاة الصديق د.احمد الربعي اتى في كتاب سيرته توسط سموه لاطلاق سراحه عندما قبض عليه ابان الثورة في جبال ظفار، وفي قضية التأبين الشهيرة تم التذكير بتوسط سموه آنذاك لاطلاق سراح احد النواب الافاضل، وفي هذا السياق كنت وابنائي في حينها نؤدي فريضة العمرة عندما تم انزال القصاص ببعض الشباب الكويتي المغرر به.
ما الذي نريده حقا لكويت المستقبل، اي كويت الابناء والاحفاد؟ هل نريد ان ينقسم شعبنا الطيب المسالم الى منضوين تحت تنظيم القاعدة واتباع لحزب الله كي نقوم بنحر وقتل وتفجير بعضنا البعض في سبيل ارضاء الاجندات الخارجية كما يحدث في بعض الدول الاخرى؟
اي هل نريد ان نتحول الى عراق او لبنان او افغانستان او فلسطين او سودان او ايران اخرى؟
ان عدم القبول بذلك الخيار المدمر لا يتم بالنوايا الحسنة والدعاء الصالح بل بأقوال وافعال تقدم مصلحة الكويت على مصالح واجندات الدول الاخرى، ايا كان قربها او بعدها.
واقولها بعقل وقلب مفتوح اننا سنتحول جميعا الى القاعدة او حزب الله بشرط ان يقنعنا المنضوون تحتهما بان افغانستان ابان حكم طالبان والقاعدة او ايران هذه الايام هما جنتا الله في ارضه، حيث الحريات وحفظ الكرامات والعيش الوافر الكريم لشعبيهما، ان الطفل الصغير قبل الرجل العاقل الكبير يعلم علم اليقين ان حلم احلام شعوب تلك البلدان ان تفتح ابواب الهجرة امامها لبلداننا كي لا يتبقى منهم احد هناك، فهل هذا ما تعدوننا به؟
لقد اثبتت الاحداث المتلاحقة اكذوبة «الاحزاب» التي دعا اليها من كتب بيان جمعية المحامين الحالم وغير الواقعي، حيث ان اقرار الاحزاب هذه الايام يعني تقنين وتشريع واباحة تخندقاتنا المدمرة القائمة كي تبقى بقاء الدهر، كما اسقطت تلك الاحداث النظرية المدمرة الاخرى حول ضرورة التحول الى نهج «شعبية» الوزارة، حيث ثبتت بما لا يقبل الشك حاجتنا جميعا عند اختلافنا الى مرجعية محايدة ذات مسافة واحدة من الجميع.
آخر محطة:
مطرب كويتي يدعى «ح.أ» تسلمه المتطرفون وتم دفعه للتشدد ثم ارسل الى افغانستان عن طريق ايران لمحاربة الاميركان كما اتى في احدى الصحف، السؤال البسيط لماذا لم يذهب معه من قام بتحريضه كي يسليه في معتقل غوانتانامو فيما بعد؟
ومتى نسن تشريعات لمحاربة الارهاب تساوي بين المحرض والفاعل حتى نوقف مأساة سفك دماء الابناء الاعزاء في بلدنا؟