سامي النصف
أحد اكثر المواضيع اثارة للاهتمام هذه الايام هو قضية الافتاء وقد تقدم عضو مجلس الشعب المصري مصطفى الجندي بمقترح يجرم من خلاله من يقوم بالافتاء دون صفة او تأهيل مسبق كونه لا يختلف من قريب او بعيد عمن ينتحل صفة طبيب مع فارق ان الاول قد يكون اكثر ضررا من الثاني.
لقد امتلأت الفضائيات المحرضة والمؤدلجة بشباب غر صغار يفتون بالثبور وعظائم الامور مطلقين على انفسهم لقب «شيوخ» الدين رغم ان اعمارهم لا تتجاوز العشرينيات، ان اجمل ما في مقترح النائب الجندي هو امكانية رفع الدعاوى القضائية على المحرضين واصحاب فتاوى التكفير والتدمير واستباحة الدماء.
وأمران محددان وددنا لو تم منعهما في قضايا الافتاء أولهما وقف عمليات الافتاء على الهواء وعبر خط الهاتف المفتوح كونها لا تسمح للمفتي بالرجوع للمراجع الفقهية ومن ثم قد يستعجل في اصدار فتوى يثبت خطؤها وضررها فيما بعد ولا يستطيع التراجع عنها، والافضل من ذلك ان تبعث الاسئلة مكتوبة كي يقوم المذيع بدور السائل والشيخ بدور المجيب، كما كان يحدث مع الشيخين النوري والطنطاوي، الامر الآخر ضرورة الحد من الفتاوى «الفردية» خاصة في القضايا المستحدثة والمهمة والحساسة واستبدال ذلك بالعمل المؤسسي الجماعي حتى لا تصدر الفتاوى دون البحث والتشاور اللازمين.
ومن الافتاءات الى الانتخابات وحقيقة ان العراق سيبقى جارا لنا ابد الدهر ومن ثم سنتأثر شئنا او ابينا بما يحـــدث لديه وقد جرت قبل ايام الانتخابات العـراقية العامة التي ستحدد شكل عراق المستقبل خاصة في مرحلة ما بعد انسحاب القوات الاميركية وقد وددنا لو كان لنا دور او قول في تلك الانتخابات حالنا حال بعض جيران العراق المتداخلين في شؤونه حتى نحاول ان نصلح ما يفسدونه.
ان مصالح الكويت والخليج تفرض علينا العمل ضمن الجو الديموقراطي القائم لدعم الكتل الليبرالية والعلمانية (عدا البعثية) عند كل الطوائف والقوميات حيث لا ضرر على العراق او الجيران من تلك التوجهات التي تجمع ولا تفرق العراقيين، اما اغلب الكتل الاخرى فضررها على العراق وجيرانه كبير جدا كونها قد تشعل الحرب الاهلية فيه او تصبح مخلب قط للآخرين.
آخر محطة:
اختص الرئيس باراك اوباما المسلمين بأول خطاب له مبديا حسن النوايا تجاههم، كما اختص قناة «العربية» بأول لقاء تلفزيوني له بعد انتخابه، نرجو ان يمد العرب والمسلمون ايديهم للرئيس الاميركي الجديد لتحقيق السلام في المنطقة وألا يخذلوا اصدقاءهم، كعادتهم!
تحية عطرة لمدير العربية المبدع عبدالرحمن الراشد على هذا السبق الاعلامي الدولي وكفو يا بوفهد.