جلسة الثلاثاء الماضي الماراثونية التي امتدت لفجر الاربعاء واسقطت في طريقها الكثير من المفاهيم والممارسات السياسية البالية وكسحت ومسحت معها تشريع منع النساء من العمل الليلي، لنا عليها ملاحظات عشر:
1 - اظهرت الجلسة التاريخية بشكل لا يقبل الشك ان الشعب الكويتي ممثلا بأغلب نوابه أصبح يرفض ويمج الاستخدام الخاطئ لاداة الاستجواب ويفضل بدلا من ذلك قيام تعاون مثمر بين السلطات «تطبيقا للمادة 50 من الدستور» يؤدي في النهاية الى عمليات تنمية مثمرة للكويت وشعبها.
2 - ان سمو رئيس مجلس الوزراء وهو سياسي يتفق معه من يتفق ويختلف معه من يختلف وهو امر طبيعي، قد حصل عبر تلك الجلسة على دعم واضح من الاغلبية المطلقة من النواب واثبت انه قادر على مواجهة الاستجوابات التي لم تعد «بعبعا» يخيف احدا.
3 - اظهرت التوجهات العامة للناس ان الشعب الكويتي لا يقبل استقصاد شريحة ما من الوزراء كأن يكونوا من افراد الاسرة الحاكمة او غيرهم بالاستجوابات وهو امر بات يثير الشك والريبة حول الدوافع الحقيقية لذلك الفعل.
4 - لم يعد مقبولا او مبررا على الاطلاق عمليات الاستجواب «الثأرية» التي تقوم على الهوية لا على القضية، ومنهاجية «وراكم وراكم» التي تعتمد تماما على الشخصانية.
5 - وضمن الجلسة خلقت ثقافة سياسية جديدة مضمونها عدم حاجة من يتم استجوابه للحديث الممل لساعات طوال بل يكفيه الرد بالخطوط العريضة على ما يطرح، فالمحك هو بالمضمون لا بالشكل فأغلب اصحاب الخطب الطويلة في العالم هم الاقل انجازا والاكثر تجاوزا كما هو معروف.
6 - اثبتت سياسة «الانهاك» جدواها وانقلب السحر على الساحر، فكثرة الاستجوابات لم تنهك الحكومة هذه المرة بل انهكت من قرر استخدامها.
7 - وثبت هذه المرة كذلك ان هناك اشارات ودلالات على تراصّ افراد الاسرة وتضامن الوزراء بعكس ما كان يحدث في السابق من استجواب افراد الاسرة لافراد الاسرة والوزراء للوزراء.
8 - رغم ما يعتقد، لا دور موجبا للاعلام السالب فيما حدث بل ان التعاطف كان سيزداد في غيابه والواجب ان يتوقف عن منهاجية الدعايات المسيئة للآخرين حتى لا يحشد دعم الناس خلف من يتم استقصاده.
9 - من لا يهتم بتنمية ومستقبل بلده ولا يود دعم المشاريع التنموية من النواب الا عبر الدفع له واثــــرائه، هو اعاقة للحكــومة لا اضافة لها فكثير من هؤلاء اما انقلبوا عليها او لم يمنعوا الاستجوابات وحل المجالس والواجب خلق قواعد جديدة للعبة السياسية في البلد لا تقوم على الدفع بل التفكير والتنظير والاستخدام الصحيح لوسائل الاعلام خاصة بعد ان ثبت وجود «كتلة انماء» حقيقية وقوية في المجلس يتمثل بها نواب من مختلف المشارب.
آخر محطة وبعيدا عن السياسة:
1 - سعدنا بعقد مؤسسة الفكر العربي لاعمال مؤتمرها في الكويت واعتذرنا عن دعوة المشاركة لتواجدنا خارج البلاد، فحللتم اهلا ورحلتم سهلا.
2 - واعتذرنا لنفس الاسباب عن حضور حفل تكريم السفير الاسباني لـ «السفراء» عبدالعزيز البابطين بمناسبة تقليده وساما رفيعا من جلالة ملك اسبانيا خوان كارلوس، ومبروك يا بوسعود.
3 – كما سعدنا بنجاح شركة جلوبل الكويتية الرائدة في اعادة جدولة ديونها بسبب القدر العالي من الكفاءة المهنية لادارتها مما وفر لها الاستمرارية في دفع خدمة الدين وتحقيق الارباح التشغيلية.