لم يعد هناك من ثأر وانتقام بين الطليان والأسبان، فرجال كونتي نجحوا في فك لغز الماتادور وطرحوا الثور الاسباني ارضا ولم يشفقوا على احد في الحقبة «التكي تاكية» للكرة الاسبانية، فخروج حامل اللقب امام ايطاليا وفارسها الروماني والذي يقترب شيئا فشيء من بلاط القياصرة لمنحه لقب القيصر، وهو انطونيو كونتي، يعد امرا عاديا، فإيطاليا هي إيطاليا بتاريخها العريق وإرثها الضارب في مدارس الكرة العالمية قبل ان يرفع الأسبان لقبا قاريا او دوليا.
وما فعله كونتي بتوجيه الأمر المباشر بتغيير اللعب قبل الهدف الثاني القاتل اعتقد انه لابد ان يسجل الهدف باسمه، وصدق دي روسي عندما صرح في اول مباراة امام بلجيكا بعد الفوز عليها بثنائية «ان كونتي هو من يصنع الفوز ويلعب معنا».
مبروك لايطاليا وهارد لك لاسبانيا.
وهل نقول للمدرب الانجليزي روي هودجسون
«what is going on her» بعد الهدف الآيسلندي الثاني والذي اخرج الانجليز من يورو فرنسا، أهذا مدرب يقول ذلك ام انه حوار في مسرحية بريطانية؟ اين انت من التغييرات؟ وكيف لا تضع خطة تواجه بها الجدار الجليدي العالي؟ فأنت تحتاج الى «شمس ساطعة» لاختراق ثغرة او حجرة صغيرة في هذا الجدار لتعبره وتذيب جليده، بينما بقيت بلا تفكير سليم ونمت على ان هاري كين سيسجل، وليتك منحت الفرصة من البداية لجيمي فاردي المحظوظ اكثر من كين.
انتهت اللعبة وخرجت انجلترا على يد المفاجأة الكبرى في البطولة واحد المنتخبات المتأهلة للمرة الاولى الى النهائيات بختم بلاتيني المعاقب، واكد الآيسلنديون بعددهم الـ 325 الف نسمة انهم كلهم صف واحد، وانظروا الى طريقة فرحتهم بالفوز بعد المباراة والتوازن الذهني والعضلي وضرب الأكف في التصفيق التقليدي الذي يؤجج مشاعرهم ويخرج عنفوانهم، وهذه ميزة لا نجدها في بعض المنتخبات الكبيرة، فلا النشيد الوطني او التحفيز ينفع معهم وانظروا ماذا حل بالاسبان امام الغرينتا وما حدث للانجليز امام الـ son.
هارد لك لروني الذي اعلن اعتزاله دوليا، وهارد لك للكرة الانجليزية التي مازالت تبحث عن اسمها اللامع فقط على الورق وليس على الواقع وعليها البحث عن تفكير جديد يمكنه ان ينشئ جيلا بريطانيا قويا وحاد الذكاء كما هو معروف عن الانجليز وان يكونوا اكثر حماسة وشغفا وشجاعة في المباريات ليحققوا معادلة الانتصارات ورفع الكؤوس.
>>>
باتت الطريق ممهدة ومعبدة امام النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو لأن ينطلق مجددا متسلحا بغيرته على منتخبه وان يعبر پولندا ليفا، بينما انتهت حكاية الدور الثاني وبات اللعب بالنار في ربع النهائي وننتظر موقعة اليورو بين الالمان والطليان.
انظروا الى مسيرة المنتخب الايطالي في البطولة ومن دور المجموعات والمنتخبات التي واجهها فهي الاقوى والاكثر اهمية؟ واين وصل بهم كونتي، من لا يرشح ايطاليا دوما لا يمكنه رؤية الكأس أبدا.
[email protected]