ماذا نتخيل أن تقول لنا أمنا الغالية الكويت عندما تناجينا، خاصة في هذه الأيام:
أبنائي الأعزاء..
إنني بحاجة إليكم الآن أكثر من أي وقت مضى، بحاجة إلى دعمكم ومساعدتكم، بحاجة إلى إبداعكم وإنجازكم، وهذا الإبداع والإنجاز لا يأتي بالكلام، إنما يأتي بالفعل، الجد، والكفاح.
أيرضيكم دماري، أو ضياعي وانهياري؟ إنني أمامكم أنزف وأنتم في غيبوبة اللهو واللعب.
أبنائي الكرام..
لا تبخلوا بكرمكم فأنا الأحق والأجدر به، من الذي قسمني إلى أقسام؟ وأصبحت دولة قبلية؟
من الذي يحاول أن يثير الطائفية؟.. من الذي سرق أموالي دون رضاي ووضعها في جيبه بلا أي خجل؟.. من الذي ساعد في تدهور التعليم ليصبح الجيل القادم جيلا فاشلا؟.. من الذي هدم طموحكم وقتل مواهبكم؟ من الذي جعل صحتي تتدهور وتتخلف وأصبحت مستشفياتي بلا أي إمكانيات؟
أبنائي الأعزاء..
لماذا جعلتموني أعاني من الشيخوخة بعدما كنت عروسا بين دول الخليج؟.. كفاكم نفاقا أمام العالم وكفاكم ضحكا على أنفسكم، ما الذي فعلته؟ أعطيتكم اسما تفخرون به ونفطا تعيشون من عائده وأبراجا تكون لكم علامة مميزة ورمزا شامخا أعطيتكم الطيب وغرسته فيكم منذ الصغر.. ووهبتكم أصالتي كي تحافظوا عليها، ولكن ماذا أعطيتموني مقابل كل هذا؟
لم أر منكم سوى الجحود والنكران.. سوى الضحك والاستهزاء.. سوى الفشل والتشاؤم؟ لا تكذبوا بالحب ولا بالانتماء، لا أريد صورا خادعة.. ولا كتابات مزيفة.. أريد فقط أن أرى صدق محبتكم.. وهذا لا يأتي بثرثرة لسان.. أو تخاريف قلم يأتي عن طريق صدق نواياكم وأفعالكم.
التوقيع: الكويت
باختصار: ما فائدة القلم إذا لم يفتح فكرا، أو يضمد جرحا، أو يطهر قلبا، أو يكشف زيفا، أو يبني صرحا، يسعد الإنسان في ضلاله؟
[email protected]