كثيرون منا يتعبون في البحث عن الحب الحقيقي، وقد يغادر كثير من الناس عالمنا هذا دون أن يصادفوه أو يعيشوا معانيه الجميلة، لكن هؤلاء لو بحثوا في السنة النبوية الشريفة لوجدوا ضالتهم وعاشوا السعادة بكل معانيها.
قــــال رسول الــــله صلى الله عليه وسلم: «إني قد رزقــــت حبها»، وذلك عـــندما كان يهــــدي الإحــــسان لمن تحب خديجة رضي الله عنها، وهذا دليل واضح على عمق المحبة وعلى الحب الصادق الذي يخلو من الخيانة والغدر، فمن كلام وأفعال رسولنا صلى الله عليه وسلم تعلمنا معنى الوفاء العظيم، فحبه صلى الله عليه وسلم لخديجة رضي الله عنها أعظم دليل.
عندما قرأت كتاب «نساء حول الرسول» خاصة الصحابية الجليلة خديجة بنت خويلد، وقفت عندها لحظات أتأمل هذا الحب الراقي، وبدأت أتساءل: كيف يدعي الغرب أنهم من اكتشف الحب وأنهم من صنع العشق، وان الإسلام دين كره، حقد وعدوان؟! ألم يقرأوا قول المصطفى صلى الله عليه وسلم عن الحب الراقي النظيف الممتلئ بالوفاء والعظمة، عندما قال الرسول صلى الله عليه وسلم عن السيدة خديجة رضي الله عنها: «قد آمنت بي إذا كفر بي الناس، وصدقتني إذا كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله أولادها وحرمني أولاد الناس».
من هذه الكلــمات البسيطة في صياغتها العظـــيمة في محتواهــــا، أقف لحــــظات أمام معنى الحب العظيم من رســــولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، لنعرف المـــــعاني ونتــــعلمها مــــن أفعاله صلى الله عليه وسلم ومعاملاته مع زوجاته، ولــــيس من كلام شعر أو نثر، والوفاء نتعـــلمه من وفاء رسولنا لزوجاته وليـــس من قصص تافهة وروايات خيالية.
ولو فكر كل زوج مسلم في اتباع أفعال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ولو قامت كل زوجة بتقليد شخصية السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها لرأينا العالم مليئا بالأزواج السعيدة.. الراضية والمستقرة.
لكن للأسف الشديد.. أصبحنا نبحث عن الحب من الخارج وتناسينا أن المحبة موجودة بجانبنا تنبض فينا ونحيا من اجلها.
فمحبة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم شرف لنا كي نتعلم منها ولو جزءا بسيطا حتى نحيا ونعيش ما يسمى بالحب الحقيقي الذي تعب الكثيرون في البحث عنه، وأصبح عالمنا مليئا بأسر راضية سعيدة ومستقرة فلم نبحث عن المعنى الحقيقي للحب وهو مدون في سيرة نبينا العطرة صلى الله عليه وسلم.
فليكن الرسول صلى الله عليه وسلم لنا قدوة ونبراسا ينير طريقنا نحو حياة سعيدة مليئة بالحب والتفاؤل، ولنكن قدوة للعالم بدلا أن نقلده تقليدا أعمى يقودنا إلى الهاوية.
[email protected]