الزيارة التي قامت بها مجموعة من رجالات قبيلة مطير الى ديوان الشيخ خليفة علي الصباح مالك قناة وصحيفة الوطن تسمى في «سلوم العرب الجاهية» وهي عادة محمودة درج عليها العرب منذ القدم لحل الخلافات فيما بينهم وتكون بتقديم الاعتذار وطلب العفو من صاحب الحق المعتدى عليه، والعفو عند المقدرة من شيم الكرام وفعل ايجابي حث عليه الاسلام في قوله تعالى (فمن عفا وأصلح فأجره على الله) وقوله (ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور) وفي كل الاحوال يكون العفو محمودا ومنتجا لأثره اذا كان الشخص المعفى عنه ممن لا يتوقع عودته للشر والافساد مرة اخرى بعد العفو عنه ومما لا شك فيه ان التصرف الذي قام به الشباب المتهمون بمحاولة اقتحام قناة الوطن والاعتداء على رجال الشرطة وتهديد الكاتب نبيل الفضل بالقتل وتحطيم سيارته هو فعل ترفضه الفطرة السليمة ويتنافى مع اخلاق المجتمع ويتعارض مع دولة القانون، فالكويتيون شعب محب ودود ومتسامح والتعاون والتراحم صلة وثقى بين المواطنين ولكن ما حصل يظل تصرفا طارئا لا يشكل ظاهرة اجتماعية تهدد امن المجتمع بالرغم من ان هناك مع الاسف قلة تحاول تحريض الشباب على انتهاك القانون باشعال روح العصبية والتطرف وتغذيتهم بالكراهية لاستغلالهم كوقود وأدوات لتصفية حساباتهم مع خصومهم فيحترق الشباب بينما المحرضون ينعمون هم وأولادهم بالأمن والأمان، وعيال الناس مسجونون خلف القضبان فهذا ما هو إلا استعباد لعواطف الناس واستغلال لمشاعرهم حين يكون الهدف توجيه الشباب وتحريضهم على القيام بجرائم ليس لهم فيها لا ناقة ولا جمل بدل الدفع بهم الى معالي الامور والحفاظ على امن وطنهم. على العموم الحديث في الماضي لا يأتي بنتيجة ولكن اردت التذكير بأخذ العبرة والموعظة وبالمناسبة كم اثار اعجابي نبل وشيمة نبيل الفضل فقد قرأت حيثيات الحكم الصادر بحبس الشباب والمنشور في الصحف فقد تطرق الحكم الى عدم قبول التهمة السادسة التي وجهتها النيابة العامة للمتهمين التسعة وهي تهديد نبيل الفضل بالقتل وتحطيم واحراق سيارته وذلك لعدم صدور شكوى من نبيل الفضل بطلب تحريك الدعوى الجزائية ضد المتهمين وبالرغم من ان الفضل هو الشخص المطلوب اهدار دمه وهو من طلب المتهمون اخراجه من مبنى القناة للاعتداء عليه ولكنه بالرغم من ذلك لم يتقدم بالشكوى ضد المتهمين وهذا الموقف منه للأمانة امر يدعو للثناء والرجال لا تعرف الا بالمواقف التي تكشف عن معادنها، على كل حال نشكر الشيخ خليفة العلي لتنازله عن اخوانه المتهمين وقبوله وجاهة رجالات قبيلة مطير الكرام فالشيخ خليفة له من المآثر والمواقف ما يرفع الرأس وليست تلك اولى مبادراته فمن يعرفه يعرف تماما كم قدم هذا الرجل من المواقف في سبيل وطنه وأبناء بلده وكم عمل على اسعاد الآخرين وفي هذه المناسبة لن ننسى دور سعران الفهد وشقيقه سعود منذ اليوم الاول لوقوع الحادثة والشكر موصول لمن شارك وساهم في طي هذه الصفحة من الرجال الذين توجهوا لديوان الشيخ خليفة ولابد من ذكر دور النائب حسين مزيد الذي طرق باب سمو الامير طالبا العفو عن المتهمين وكذلك جهود المحامين المتطوعين، نسأل الله ان يمن على الشباب بالبراءة ويحفظهم من كل سوء.
[email protected]