بقلم: سعود السبيعي
انتقل الى رحمة الله تعالى الوزير السابق د.محمد العفاسي بعد صراع مرير مع المرض الذي انقض عليه فجأة من دون مقدمات. رحل أبوسعود عن دنيانا الفانية وترك في نفوسنا أثرا طيبا وذكرى عطرة، فقد كان رحمه الله بشوشا هينا لينا مؤدبا مع الصغير والكبير، وعصيا لا يكسر مع الحق، لا يحمل في قلبه مثقال ذرة من كبر، فقلبه مساحة خضراء وارفة من الحب والتسامح، بدأ حياته العملية جنديا صغيرا وكابد شظف العيش مثابرا مكافحا مستعينا بالله، ونهل من العلم والمعرفة حتى وصل الى ما وصل اليه بعد سنين من الكد والنجاح المتواصل. تربطني بالمرحوم علاقة صداقة ومودة، فقد كان احد أبناء منطقتي منذ ما يزيد على 30 سنة، عرفته مستقيما مصليا لا يفارق المساجد يراعي الله في حركاته وسكناته، وانعكست تلك الطباع على أهل بيته، فقد عرفت أولاده كبيرهم وصغيرهم، وقد تشبهوا بأبيهم في خصاله وشمائله. دخل أبو سعود المعترك السياسي وزيرا في حكومة سمو الشيخ ناصر المحمد، دخل نظيفا وخرج نظيفا، وبالرغم من محاولات البعض لجره الى مستنقع التحالفات السياسية الموبوءة، إلا انه أبى إلا ان يكون على الحياد منسجما مع قناعاته في الحق من دون ان يخل بواجباته المهنية ومصداقيته التي عرف بها وكان ان رفض العفاسي قبل دخوله الوزارة بوقت طويل دعوات المقربين منه للترشح الى عضوية مجلس الأمة لإيمانهم بصلاحه وحب الناس له، لكنه رفض تلك الدعوات المتكررة احتراما لخصوصية العلاقة التي تربطه مع اكثر المرشحين، ولعلمه أن الانتخابات لابد ان تترك أثرا سلبيا على صداقاته لطبيعتها التنافسية ولأنه من ذلك النوع الزاهد في الدنيا الذي لا يريد ان يخسر احدا، حتى وان كانت لأسباب مشروعة، لقد فضل رحمه الله ان يكون على مسافة واحدة من الجميع وهكذا كان. في مثل هذه الاجواء الحزينة ماذا عساني ان أقول، فالمشاعر تقف عاجزة عن وصف هذا الرجل الودود الصدوق لما له في قلبي من محبة واحترام وتقدير، فلا الحروف تسعفني ولا حتى لدي القوة على كبح مشاعري لتعزي مشاعري فكل ما في حزين على فراق هذا الانسان، رحمك الله يا محمد العفاسي، وعزائي بالدعاء لك بظهر الغيب، سائلا المولى عز وجل ان يتغمدك بواسع رحمته ويلهم أهلك ومحبيك الصبر والسلوان.
[email protected]