المجتمع الكويتي بطبيعته وفطرته يتمسك بتعاليم دينه وبالقيم الإسلامية الحميدة ولذلك تجد أن العمل الخيري الكويتي منتشر في أرجاء المعمورة، وهذا دليل على حب أهل الكويت للعمل الخيري تنفيذا لتعاليم ديننا الحنيف ولهذا كله تجد أن أغلبية الشعب الكويتي يميل إلى الكتل الإسلامية عند أي ممارسة ديموقراطية سواء كانت نقابات أو أندية رياضية أو جمعيات تعاونية أو حتى اتحادات طلبة وغيرها، وكذلك الحال ينسحب على مجلس الأمة فتجد أن الكتل الإسلامية تحظى بدعم اكبر من أي كتلة أخرى لدى الشعب الكويتي، إلا أن بعض الكتل الإسلامية وعلى سبيل المثال حركة حدس منيت بخسارة كبيرة في الانتخابات السابقة وتقلص العدد إلى ممثل واحد فقط في البرلمان بعد أن كانت تشكل أغلبية داخل مجلس الأمة، وكذلك الحال بالنسبة للحركات السلفية فقد خسرت رموزا لها في بعض الدوائر وحتى القلة القليلة التي وصلت إلى قبة البرلمان كانت متفرقة ومختلفة في أغلب القضايا حتى وصل الحال بهم إلى تبادل الاتهامات، وقد يكون سبب هذا التراجع مواقفهم من بعض القضايا الشعبية.
أي ان هناك أسبابا عدة لتراجع شعبية الكتل الإسلامية منها عدم وجود إستراتيجية واضحة ومعلنة للأهداف وكذلك عدم وجود تنسيق وتفاهم في أغلب القضايا المطروحة وعلى سبيل المثال قضية إسقاط القروض، فهناك تباين في الآراء الإسلامية، فمنهم من يرى أنها غير شرعية ومنهم من يؤمن بشرعيتها، وقس على ذلك أغلب القضايا، إذن فالحركات الإسلامية تراجعت شعبيتها وستتراجع أكثر إن لم تكن هناك إستراتيجية واضحة وأيضا يجب إعادة النظر في مواقفهم من بعض القضايا الشعبية.
[email protected]