هناك مثل إنجليزي قديم يقول «أعطني صحة وخذ ثروتي»، وعندنا أعتقد أن الاخوان في وزارة الصحة أخذوا هذا المثل الإنجليزي شعارا للمرحلة الجديدة مع تغيير تام في المعني، حيث أصبح «أعطنا صحتك وثروتك ونعطيك المرض والألم»، وتأكيدا على ذلك الهروب الكبير للمواطنين من المستشفيات الحكومية إلى العيادات والمستشفيات الخاصة لتلقي العلاج والتي بدورها تأخذ ثروة المواطن وحتى لو أراد المواطن الاستفادة من الأجهزة المتطورة والموجودة في المستشفيات الحكومية والتي صرفت عليها الدولة مبالغ طائلة لإجراء الفحوصات والأشعة الدقيقة وذلك لتقليل التكلفة في القطاع الخاص وقصرها على العلاج فقط دون تحمل مصاريف الفحوصات وغيرها، إلا أن المواطن يفاجأ بأن المواعيد لدى المستشفيات الحكومية تحتاج إلى أشهر طويلة وكأن المرض سينتظر المواعيد الحكومية ولن يتطور، والمستفيد الوحيد من هذه الأجهزة المتطورة هم العمالة الوافدة أو من يمتلك فيتامين «واو»، هذا بخلاف الأخطاء الطبية والازدحام الشديد للمراجعين وعدم النظافة وأعطال التكييف خلال الصيف وغيرها الكثير من السلبيات الموجودة بالمستشفيات الحكومية والتي تؤدى في النهاية إلى هروب المواطنين للمستشفيات الخاصة.
كما أن الفساد الموجود في المستشفيات الحكومية ينسحب على بعض الإدارات والأقسام، فمثلا إدارة العلاج بالخارج تتعامل مع المرضى وفق إستراتيجية غريبة يغلب عليها الطابع السياسي وليس الإنساني، فلا يستطيع المواطن المستحق للعلاج أن يحصل على حقه دون أن يكون لديه فيتامين «واو»، وحتى هذا الفيتامين له أنواع، فهناك «واو» الحكومي و«واو» المعارض، فإن كان الفيتامين حكوميا يستطيع صاحبه السفر وحتى وان كان للنقاهة، أما إذا كان معارضا فلا يستطيع السفر وحتى وان كان مريضا بالقلب أو السرطان، على الرغم من وجود قانون يمنحهم أولوية السفر، وكذلك مرضى العقم الذين عانوا الكثير من تلك الإدارة والتي ألغت علاجهم بالخارج بحجة توافره بالداخل عن طريق المستشفيات الخاصة، وتحمل الدولة التكاليف، ورغم وجود شبهة التنفيع إلا أن المرضى ينتظرون ومنذ فترة طويلة ولم يحصلوا علي تلك الوعود الزائفة.
وهناك شكاوى كثيرة من بعض الموظفين والعاملين لدى وزارة الصحة والمتطلعين لاستكمال دراستهم، حيث أصبحت الوزارة حجر عثرة أمام تحصيلهم العلمي من خلال الشروط التعجيزية وهذا أيضا يضاف لإنجازات وزارة المرض وليست الصحة.
[email protected]