تعمدت أن ألتزم الصمت طوال شهر كامل لكي لا تكون ردة فعل قلمي انفعالية بعيدة عن العقلانية لان بوجهة نظري أن ما يكتب لا يمكن للتاريخ أن يمسحه.
لذلك وجب علي اليوم أن أبين وجهة نظري وأدافع عن برنامجي «نقاش في الممنوع» والذي كتبت له الأقدار أن يولد يتيما، فعندما استضفت المرشح السابق لانتخابات مجلس الأمة الناشط السياسي محمد الجويهل في الثاني من أكتوبر الماضي كنت أهدف من الاستضافة الى الدخول في الممنوع من خلال نقاشي معه، لأن بوجهة نظري كمعد ومقدم للبرنامج أن محمد الجويهل لا يمثل وجهة نظره بل يمثل رأي فئة تؤمن بما يطرحه، فكيف لا وقد حصل في انتخابات 2009 على أكثر من 3700 صوت وهذا الرقم بالنسبة للدائرة الثالثة هو مؤشر نجاحه في أي انتخابات قادمة.
فما الخطأ عندما أحاور فكراً يؤمن به البعض؟!
وما الخطأ عندما نناقش ما هو ممنوع من النقاش؟!
وما الخطأ عندما أسأل ضيفي عن أطروحاته التي يرفضها البعض؟!
وما الخطأ عندما نتحاور عن الكويت التي تجمعنا؟!
وما الخطأ عندما نسمع لبعضنا؟!
وما الخطأ عندما أحاور بمهنية وموضوعية بعيدا عن العاطفة؟!
وفيما أخطأت عندما أسمع ثم أسمع ثم أسمع ومن ثم أفكر لكي اتكلم؟!
وأين الخطأ عندما يأتي وقت الكلام أفضل أن أسكت ولا اتكلم؟!
ولم الخطأ عندما انتهى الضيف من الكلام انهيت أنا وبإرادتي البرنامج عن الظهور في الإعلام؟ وما الخطأ في إجراء اللقاء للجويهل والذي ان لم يظهر في برنامجي فسيكون طوال اليوم في فضائية هو فقط يمتلكها؟!
أين ولم وما وفيما الخطأ يا من تنتقدني على هذا الحوار؟!
إن الخطأ والخطيئة والكارثة والطامة الكبرى عندما يتهمني البعض وهم قلة لا يتعدون أصابع اليد بأني ضد القبيلة والعياذ بالله.
أيعقل أن أكون ضد نفسي؟!
أيعقل أن أكون ضد كياني؟!
أيعقل أن أكون ضد مبادئي؟!
أيعقل أن أكون ضد انتمائي وهويتي؟!
أيعقل أن أكون ضد حبيبتي الكويت؟!
بكل تأكيد العقل لا يمكن أن يتقبل بأي حال من الأحوال كل هذا الاتهام، لذا وجب علي أن أقول لمن يتهمني «حط إلسانك تحت لهاتك» ولا تزايد على القبيلة، لأني انتمي «لبني وايل» من «عنزة» وكل قبائل الكويت أهلي وناسي وأود أن أذكرك بأن الكويت هي القبيلة والأصل والانتماء ويكفيني في هذا المقال أن أقول للبعض القليل ان الوحدة الوطنية أكبر وأقوى بكثير من أن تمزقها كلمة.
هوا الديرة
كلما زادت المحن حولها أو قسا الزمن
أصبح الناس كلهم كلمة في فم الوطن
[email protected]