نحمد الله على ان في الامة الاسلامية امثال العالم الفاضل الشيخ عبدالمحسن العبيكان العالم الشرعي والمستشار بالديوان الملكي الذي صرح لوسائل الإعلام: «ان ما قاله العريفي لا يمثل رأي الحكومة السعودية، واشعال الفتنة والتطرف وشق الصف لا تخدم الأمة، بل تعطي فرصة لاعدائها للنيل من المسلمين، وأهل العلم تحترم الرموز الدينية لكل الطوائف والأديان، وما خرج به العريفي مرفوض تماما»، هذا التصريح الموزون أثلج صدور كثير من المسلمين الشيعة، وذلك في رده على ما جاء من تجنّ عليهم في تصريحات العريفي الذي لا يمثل الا نفسه، حيث فصل الشيخ العبيكان بالأمر وأوضح بما لا يدع مجالا للشك ان وحدة المسلمين فوق كل اعتبار.
لقد كفى الله المؤمنين شر الخلاف والاختلاف، ان المتابع للتصريحات النارية من كلا الطرفين ليستغرب ما كان يخفى في الصدور فكل طرف تحزب لمعتقداته الراسخة الا ان التدخل الحكومي في الكويت والمملكة العربية السعودية حسم الخلاف لمصلحة المسلمين ووحدتهم، اعتقد من باب الوفاء ايضا ان يكون الشيعة هم اول من يهبون دفاعا عن معتقدات اخواننا من اهل السنة الكرام لو مسهم ضر من اي طرف شيعي (سواء في الكويت او خارجها) يصرح بكلام غير مسؤول ما يريد من كلامه الا خرابا ودمارا وجر المجتمع الى مواقف تصادمية.
هناك جدلية ازلية مفادها انه لا يوجد ما يسمى بالصح او الغلط المطلق، لكن هناك رأي وهذا الرأي يكون «صح أو غلط» وأتمنى ألا يحمل هذا الكلام ما لا يحتمل من تفسير، وأقصد هنا الى ماذا يريد ان يصل المتشددون من كلا الطرفين ولمصلحة من هذا الشقاق، يا سيدي فلنجعل شعارنا ان الكويت تجمعنا وكفانا قتالا واقتتالا سخيفا، وأنا أعلم من هنا بأني لن اقبل ان يمس معتقدات اخوتنا من اهل السنة الكرام اي فرد شيعي، كما اتوقع من عقلاء اخوتي من اهل السنة ذلك الشيء ايضا بل ان العبيكان سبقني وضرب اروع الامثلة باللحمة بين المسلمين ولقد اوضح ان المملكة ممثلة بعقلائها مرجع وحدة للمسلمين باختلاف اتجاهاتهم ومذاهبهم لذا فإنه يحق لنا ان نعتبر ان المملكة دولة مدنية متحضرة بكل ما تحمله الكلمة من معنى وليس فقط دولة دينية، المملكة قبلة المسلمين وهي مصدر الوحدة فهنيئا لاخوتنا الشعب السعودي بهذه الحكومة وملكها، نعم الملك، وعلمائها العقلاء الاجلاء، ولن ننسى دور حكومتنا التي تحركت خلف الكواليس لدرء الفتنة فهنيئا لنا بأميرنا فهو نعم الأمير.
ويبقى..
أمنية: أتمنى ان يرجع العريفي عما قاله في حق المسلمين الشيعة فهو ان فعل اصبح بنظري ونظر الكثير من المسلمين الشيعة فارسا اخطأ فاعتذر ولسوف يجد دارا تضيفه في قلب كل مسلم غيور ما يهمه الا وحدة المسلمين، فالفروسية ليست كلمة بل موقف وكما قال الإمام علي «فإن الأيام تبين لك السرائر الكامنة» وان لم يعتذر فأسأل الله له الهداية والرجوع الى الحق فانها فضيلة.