اختصاصية تغذية سريرية - مستشفى السيف
اعتدت كل سنة ومنذ أن بدأت مهنتي كاختصاصية تغذية في فرنسا (10 سنوات تقريبا) ان اقدم في العاشر من مارس والذي يصادف اليوم العالمي لاختصاصيات التغذية ان أجدد النصائح في عالم التغذية.
في هذه السنة العادة لن تتغير، ولكن مع فارق ليس ببسيط وهذه السنة أقدم النصائح للشعب الكويتي العزيز.
تتفاقم مشكلة زيادة الوزن والسمنة مع ما يرافقها من مشاكل صحية وأمراض مزمنة كالسكري وأمراض القلب والأمراض السرطانية من عام الى عام وأيضا تكثر الأبحاث والدراسات عن هذا الموضوع.
وهذا مختصر عن بعض الدراسات التي لا تتركز فقط على السمنة إنما ايضا على الأنظمة الغذائية الصحية: يعتقد الكثيرون ان تناول المياه الدافئة يساعدهم في حرق اكثر للدهون، بينما العكس هو الصحيح، لأن تناول مياه باردة يتطلب من الجسم حرق الدهون لرفع حرارة المياه الى حرارة الجسم.
وفي نفس السياق تخفيف حرارة المياه الى 28 درجة اثناء الاستحمام ايضا يساعد على حرق الدهون، وأشدد على ان التخفيف يجب ان يكون تدريجيا وليس فجائيا.
تناول أطعمة طعمها حار يساعد في حرق الدهون أيضا.
أما الحامض والحميات التخسيسية التي تعتمد على الحامض والمنتشرة بكثرة هذه الأيام، هذه الحمية تعتمد على التوازن في الأطعمة بين الحوامض والقلويات. وهذه الحمية مفيدة للذين يعانون من «حبس الماء» فتناول كوب ليموناضة (دون سكر طبعا) يساعدهم على التخلص من الماء الزائد، والحمية لا تعتمد على الحامض فقط، انما ايضا على الاكثار من الخضار والتقليل من الخبز والنشويات.
وبالحديث عن الحامض، فإن مواد التأكسد المفيدة جدا والتي تحارب أمراض كثيرة مثل امراض القلب وأمراض الشيخوخة، موجودة في قشرة الحامض، لذلك لا ضرر من برش القليل من قشر الحامض وإضافته الى اطباق السلطة اليومية. وكما يمكن تجفيف كمية كبيرة منه وتخزينها لاستعمالها عند الحاجة.
والكثير يسأل عن الأنظمة الغذائية المفيدة والتي تحمي ايضا من ارتفاع الكوليسترول والسكري ومن اهمها: النظام الغذائي لدول البحر البيض المتوسط ونظام اوكيناوا ونظام اليابانيين... الخ.
يعتمد النظام الغذائي لدول البحر الأبيض المتوسط على زيت الزيتون المعروف بالبكر والذي لا تزيد نسبة حموضته عن الـ 1% والتي تشكل نسبة كبيرة من النظام الغذائي لهذه الدول.
كانت توصيات اختصاصي التغذية قديما بالتقليل من نسبة الدهون واستبدالها بالنشويات، وتبين لاحقا انه يجب استبداله بزيت الزيتون وليس بالنشويات. فآخر الدراسات أظهرت ان النظام الغذائي لدول البحر الأبيض المتوسط قادر على حماية الأشخاص المصابين بارتفاع في الكوليسترول من الجلطة أكثر من الأنظمة الغذائية التي تعتمد فقط على تقليل الدهون.
اما نظام اوكيناوا والنظام الياباني، فهما يعتمدان على التنويع في الأنظمة الغذائية والاعتماد على السمك والصويا، وما يلفت الانتباه في جزيرة اوكيناوا ليس فقط النظام الغذائي، انما ايضا نمط العيش، حيث يوجد يوم في الأسبوع يسمى بيوم السعادة، وهذا اليوم على الكل ان يكونوا سعداء وألا يدخل الحزن الى قلوبهم.
أجمع العلماء على ان هذا مفيد جدا ويقلل من نسبة الإصابة بأمراض القلب، وقد يكون سهلا على اي واحد منا ان يشعر بالسعادة ليوم واحد فقط مهما حدث من حوله. ولكي اختم أود ان أشير الى اهمية الفيتامين د، والوقاية من الأمراض السرطانية. فالذين يعانون من نقص الفيتامين «د» معرضون أكثر من غيرهم للإصابة بالأمراض السرطانية، والفيتامين «د» موجود في الحليب ومشتقاته من الألبان والأجبان، وكذلك في البيض والكبدة والبقوليات، ولا ننسى التعرض لـ 10 دقائق فقط خلال اليوم لنور الشمس.