لئلا تكون كومبارسا تتقن أدوارا هامشية، تستبدل بكل سهولة، وتؤدي دورك بلا أحقية سوى أنك المتواجد الوحيد، وحتى تحترف البطولة العلاقاتية في حياتك الحالية وتلفظ وترفض أدوارك الكومبارسية المعتادة المملة في علاقاتك، عليك أن تفهم وتتفهم الأمر جله.
عندما تؤلف الأدوار بين الطرفين بالعلاقة ويعتادها أصحابها، نشتهي أقوالا جديدة وأفعالا حميدة، نقتبس من أحدهم ما نشاء ونمثله بإتقان، كبعض ألفاظ وعدة عبارات، وأسماء الدلال وكل ما نوده بعد الاعتياد هو مكتسب عندما ينضب رصيدنا الفطري في التعامل المعتاد في علاقاتنا، فندخل أسماء جديدة وألقابا حديثة لا تمل لتجعل من العلاقة نفسا مغايرا مختلفا.
إن الاستزادة بلغات أخرى وبطرق مختلفة للمضي في إذكاء الشعور بالعلاقة دليل على أن حاجتنا ممتدة لا تنتهي، وأضف إلى ذلك قدرة الشخص في استجداء الشعور وحفظه وإنعاشه لئلا يكون اعتيادا بلا لذة.
فليس الكل قادرا على تلمس العادة والملل، وليس من السهل إدخال مبادرات جديدة من نوعها في العلاقة، تلك التي تكون جديدة وفريدة وليست سابقة ولم تؤد من قبل.
إن فرضية الفقد في علاقاتنا أزلية تراثية، قد ابتلعناها وقبلناها دونما مضغ واجتباء منا لها، إيماننا بتلك الأزلية يوصمنا بفشل استمرار علاقاتنا مهما كانت سوية وإنسانية بعيدة عن المراهقة العاطفية، لذا فنحن غالبا متوجسون لأي حدث طارئ أو تحد كبير، نحن أمام ميدان شاسع لنثبت أن هناك علاقات تدوم ودية، متجددة في ارتباطاتنا الأسرية وبين شبابنا وصحبهم.
ولأن خرافة الفقد وأسطورته أزلية لا تنتهي ومتجددة لا تنضوي لذلك لا تكن كومبارسا وأقبل على الجدة والإنعاش بدلا من التقادم والاحتباس.
[email protected]