لن أكون تقليدية لأقول هاقد انتهى رمضان، ولم نحس به أو نمتلئ به، لن أقول لماذا الرحيل يا رمضان، ولن أطلب أن تكون كل شهور السنة رمضان، أنا أعتقد أن كل نادر غال، وأن السنة لو كانت كلها رمضان لما كان طعم القيام ولا الصيام كما هو في وجوده الثلاثيني القصير، ولأني من الأشخاص الذين يحرصون على شعور استحقاق فرحة العيد وأجوائه ففي آخر أسبوع منه أحرص على أن أقيم خطتي التي اعتمدتها في أوله، أحب أن أرى ما أنجزت وما جاهدت وكابدت قبل حلول صباح العيد. صحيح أننا كلنا نعيش العيد بلا استثناء، فالكسول والنشيط على حد سواء، لكن شعور استحقاق الفرحة مختلف، وأظنك قد جربته.
كل بني آدم معرض لقصور في إدراكه ولا شك في ذلك. العبرة بمن يجتهد كي يصل للنضج والفلاح. وهكذا كانت قصتي مع رمضان، كنت في السابق كأي شخص آخر أعد كم صفحة قرأت وكم ركعة أتممت وكم ساعة نمت. كان تفكيري منصبا على مبدأ رمضاني ظننت ولمدى بعيد أنه صحيح، المبدأ يقول كل ما كان خارج إطار الصلاة والقرآن فلا حاجة إليه. وحتى وصلت للمبدأ الجديد صرت أحيا رمضاني مرتاحة ساكنة مستقرة. المبدأ يقول كلما كانت النية أخروية في امتدادها فاستمري في الطريق، لا أبالغ حينما أقول لك إني صرت أستمتع بأدق تفاصيل الحياة تلك التي كان ضميري يرفضها سابقا. لقد صارت قراءة القرآن أسلس وأدخلت قراءات خارجية وبرامج مفيدة، وزيارات ممتعة لا كما كانت هما يقتل الوقت. لقد أدركت بعد ذلك أننا كمسلمين نحتاج إلى أن نتحرر من عداد العبادات وندخل في معانيها. فالقيام ليس ركعات وإنما صلة بالله، وصلة الرحم ليست أداء حقوق إنما زيادة ود ورحمة. هكذا نتحرر من العدد إلى المعنى، وأظنك قد أحسست بالفارق.
sh [email protected]
shaika_a@