الناس صنفان فيما يخص العمل، أحدهما يمقته والآخر يعشقه، وفريق في الوسط بين بين لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، فأما الأول فهو في متعته شقى، إذ آثر الراحة على الكد والاستهلاك على الإنتاج، أما الثاني فقد حقق معنى الخلافة وأراد الخير والبركة، ويبقى الفريق الثالث، فحينا هنا وآخر هناك، فالقرار بيده إن أراد الفلاح أو الركود. ولو أردنا أن نوجه حديثا خاصا للفرق التي استهللنا بتقسيمها لكان لزاما علينا أن نكون على قدر كبير من الاحترام والتقدير علنا نحقق ذلك ونوفق فيه.
إن الإنسان في حياته إما أن يترك بين الناس سمعة رائعة وصيتا حسنا وإما أن يكون عكس ذلك، فيترك حمقا وسفاهة. وهذا لا يتم إلا بما ظهر من سلوكياته ومبادراته، ولذلك نقول إن عشق العمل وتفضيله ينبغي ألا يكون إلا بممارسات مدروسة وواعية، فكم من إدارة سعت لكنها لم تصل، ليس لشيء سوى لأنها لم توفق في المسعى من حيث السلوك. وكثيرا ما تكون النية حسنة ومباركة ولكن السلوك قد لا يكون حكيما أو مناسبا، وكذلك الأسلوب يؤثر تأثيرا كبيرا، وتلك هي الرسالة للفريق الثاني: النية الحسنة وحدها لا تكفي لنجاحك في عملك، فأحسن السلوك وكن حذرا في اختيار الأسلوب الأنسب.
وهناك من إذا أراد وظيفة لم يبحث إلا عن المردود المالي الخاص بها، إن هذا الشخص نسي أن هناك ميولا ومواهب هي التي تؤثر في اختيار المهنة المناسبة. إننا حينما نعمل في السلك الذي نحب والذي يوافق اهتماماتنا فسنجد المتعة التي كنا نبحث عن لذتها. أعتقد أن من يقدم المردود المالي على حساب ميوله واهتمامه سيبقى طول عمره يدفع ثمن الملل والإحباط وسوء الاختيار. وربما كانت هذه إشارة للفريق الأول توضح لماذا لا نشتهي صباح العمل.
أما الفريق الثالث فلعلنا أعناه على تحديد ما يريد وكيف له أن يحقق الخلافة والفلاح.
[email protected]