العلم يجعلنا أكثر حرية، وهو يدربنا على أن نكون موضوعيين وحياديين فيما نقول ونرى، والعلماء أكثر الناس قدرة على برهنة أثر العلم في تغيير القناعات والآراء نحو جادة الصواب والصلاح، فبواسطتهم نستطيع أن نقول إن التعليم سر علو الأمم.
شيء وارد وممكن أن تجد في طريقك شخصا مستبدا صارما برأيه وعندما تناقشه فهو لا يسمع ولا يحاول سوى أن يكون محقا فيما يقول، وترى في طريق آخر شخصا لكل يوم له توجه، فهو يسمع دون أن يناقش، وفي لقاء ما قد تجد الشخص المعتدل صاحب الرأي والذي يسمع ويناقش ويتساءل.
قد تجد كل أولئك دفعة واحدة وقد لا تجد سوى واحد أو اثنين.
إنك مجبر على العيش والتعامل معهم، وما إن تصنفهم حتى يصير تعاملك معهم ممكنا وإنجازا، هكذا نحن نعيش مع تلك الفئات إذ علينا أن نحسن لها بما في الإمكان والاستطاعة.
إننا حينما نصنف الأشخاص ضمن فئات محددة وفقا لما هم عليه من الصفات والملامح فإننا نختزل أوقاتا كثيرة وجهودا عديدة.
هناك من يريد أن يقنع الجميع بأن آراءه كلها صحيحة وسليمة وهذا النقاش معه جهد مستنزف ووقت ضائع.
وعلى الجانب الآخر هناك أشخاص وهم بنظري أكثر، يحبون التساؤل ويقبلون الحوار فهؤلاء الوقت معهم مثمر ورائع بالتعلم والأخذ والرد.
قبل أن تتحدث أو تطرح فكرتك صنف من أمامك، ولا تجامل أو تحابي نفسك في تصنيفك فتجعل كل الناس متسلطين بآرائهم أو أنك أنت فقط صاحب الفكرة المشرقة، إذا كان التاريخ يثبت لنا أن الأمم المتعلمة هي الأكثر تعاونا والأمم المتقادمة والأمية هي الأكثر انشقاقا ـ إذا كان ذلك صحيحا ـ فمحاولاتك لتعليم الناس سيحول بين الانشقاق والشقاق والتسلط بالرأي.
[email protected]
twitter @shaika_a