قد تطرأ علينا أوقات شديدة عصية تؤثر في دافعيتنا ورغبتنا في الإنجاز والتطور، وتلك الأوقات كفيلة بأن تصنع فينا مناعة أقوى من تلك التي كانت لدينا قبل الشدة وقبل التأثر. إن من رحمة الله بنا أن يقدر لنا ذلك حتى يكون للسعادة طعم يفتقد ولذة نشتاق إليها، ولو كانت أيامنا كلها على وفاق ووئام لما اجتهدنا ولما تعلمنا ولما لجأنا لأحد نسأله أو نستشيره، إن الأوقات العسيرة غالبا ما تظهر لنا مودة الأحبة وقربهم وإحساسهم بنا ودعمهم لنا، فهي اختبار لنا ولهم على حد السواء.
لا شيء في الحياة يستحق أن نحتفي به كالمشاركة، إنها حياة أخرى، ومشاعر كثيرة وخبرات وفيرة، إنك متى ما وجدت لك مشاركين يشاركونك أفراحك، أحزانك، ومصاعبك فإنك قد ظفرت بأصعب الموجودات على الإطلاق، في هذه الدنيا مواقف كثيرة، وأناس أكثر، ماعليك إلا أن تحسن الاختيار لمشاركة الشخص المعني والموقف المناسب، فذلك كفيل بأن تكون سعيدا وتكف عن الشعور بالعجز والصمت القاتل. إذا سبق لك أن جربت أن تشارك أحدا ولم يبد اهتماما أو رغبة فإما أن تجرب شخصا آخر أو أن تجرب معه موقفا آخر بموضوع مختلف، فليس كل الناس على شاكلة واحدة وليس كل المواقف تستهويهم.
في هذه الحياة جنة، وهي جنة استثمار المحن، إن فرص تحسين الحياة وتطويرها لن تنضب مادمت تحاول وتكسر في نفسك هما وثقلا يكاد يقضي نحبك، بكل الأمل أدعوك كي تنهض وتأوي إلى ركن شديد بالبذل والتوكل.
[email protected]
twitter @shaika_a