صحيح ان المرأة لها من الخصائص التي تميزها، ولاشك عندي أن الرجل كذلك. كلاهما نحتاجه ولا أحد مقدم على الآخر في الأهمية والتأثير. حينما يخلق الله عز وجل حواء من ضلع آدم فذلك له من الدلالة ما يتجاوز العقول الصغيرة التي لاتزال تدافع عن جنس وتستصغر الآخر. في وسط هذا التميز العظيم تظهر لنا قضية أساسية لا نستطيع إغفال أهميتها وأثرها.
إن الرجل عندما يعجز عن التفكير في أكثر من شيء في وقت واحد فهو يؤدي وظيفة بيولوجية اعتاد دماغه عليها، وإن المرأة حينما تتحدث وتعمل وتفكر في آن واحد فهي تقوم بوظيفة لا تستغربها طبيعتها البيولوجية، إلا أننا في هذا الحين نقف ونتساءل: هل يمكننا أن نتطور فيما لو آمنا بفروقاتنا البيولوجية التي نولد بها؟ وبصياغة أخرى نتساءل: هل يكتفي الرجل بما أوتي من طبائع وتكتفي المرأة بمقوماتها التي ولدت بها؟ هل بالفعل لسنا بحاجة للرجل الذي يتحدث عن التفاصيل؟ إذا كان طبعه يرى الشمول؟ أم لسنا بحاجة للمرأة التي تتقن التحدث بالمنطق؟ أكاد أجزم أن هذا مكمن الصعوبة والتغيير. وهذا هو رأس القضية.
عندما تقرر المرأة أن تختصر حديثها وتقنن تسوقها فهي تبني مقومات ثانية لم تكن فيها أبدا، وحينما يقرر الرجل أن يسمع لبوح المرأة ويشاركها الحديث الذي لا يهمه فهو يؤسس في نفسه شيئا جديدا لم يعرفه. هكذا يتم التطوير وتحترم الاختلافات. دعونا نقل إن المجتمع الذي يظل يتبجح بأن لكل جنس صفاته ولا يحاول أن يغير من نمطه ولو قليلا فإن الصدام سيكون مآله والتصدع حقيقته.
حينما أقرأ موقفا للنبي صلى الله عليه وسلم وهو يسمع حديث زوجاته ويقدرهن أعرف تماما رقي الزوج الذي لاتزال حياته مدرسة للتطور والنجاح.
فقل لي كم من الصفات اكتسبت؟ أقل لك إنك محمدي.
[email protected]
twitter @shaika_a