لا عجب من أن ترى قفص دجاج في بيت من البيوت التي بجوارك، ولا استغراب مما لو أنك رأيت حماما يمكث على نافذة البيت الآخر، إن الغريب في الأمر أن ترى فيلا عملاقا يتمشى في ردهة البيت وكأنه ديك للبيت قد ضيع هويته، لماذا نرفض الفيل إذن ونقبل بالدجاجة والحمامة والديك؟
ان لكل منا حيزه الذي يعيش فيه، بيته، سعته، مكانه، وحياته. ولو أردت الخروج عن ذلك الحيز فستتكبد عناء التغيير الذي قد لا يناسبك، فأوضاعنا لا تأتي إلا بمشيئة حكيمة قد لا نفطن لها أمام موجة الرغبات غير المدروسة. وعودا على بدء نقول لماذا لا نقبل بوجود الفيل في منازلنا بينما نقبل أنواعا أخرى من الحيوانات؟ هكذا هي الموازنة فلكل شيء مكانه المناسب، مكان الضخم في الغابة ومكان الصغير في البيوت او الحظيرة. إن الحياة متى ما صيغت بمبدأ «المناسب» كانت أسلس وأكثر راحة وسعادة.
أعتذر أن كان المثال قد أثار حفيظتك، لكن تقريب الصورة هو المراد لذلك. إن الرغبة في الأشياء إن لم تقنن صارت الحياة ثقلا وهما، فإذا كان القصد من التصوير في المواقع المقارنة فتذكر أن لكل شيء مكانه المناسب، قد يناسبهم ما لا يناسبني، وقد يناسبني ما لا يعجبهم. ولو كانت قيمة الهدية بتصويرها وعرضها أمام الملأ فلم تشتر؟ خذ كاميراتك.. صور في المتجر.. وتفاخر بساعتك، بخاتمك، بلباسك، بعطرك وحقيبتك!
إن الفيلة إذا غزت بيوتنا صارت الأوضاع مزرية، تمسكوا بدجاجكم وديككم وحمائمكم، فالذي يناسب الغابات لا تسعه بيوتنا وقلوبنا وحياتنا. عضوا بنواجذكم على مبدأ «المناسب» في حياتكم الزوجية والتربوية والفكرية.
[email protected]
twitter shaika_a