ثمة أشخاص في حياتنا يصنفون كخالدين، يتجاوزون صفة الثبات، هم فوق النسيان، وشأنهم شأن الخواص الفيزيائية التي لا تتغير، نحتاجهم كالماء، ونحيا بهم كهواء هم ليسوا مثاليين نادرين ولا كاملين تماما، هم كما البشر لهم عيوب، وشطحات، لهم ما للناس من صفات وسمات، بحلة خاصة، بحلة الخلود.
هؤلاء الذين لا يظهرون إلا حين المنام، يزوروننا، ثم يرتحلون، يتركون لنا بقايا ذاكرة معطوبة، حديث مبتور، وحنين لاهث نكاد لا نسمع سوى صداه يتردد في دواخلنا.
هؤلاء سكنوا القلب، وحينما زاحمهم الزمن أخرجناهم ظنا منا بأننا سنحيا متفرقين.
ما نلبث أن نغفو حتى نسمع مواقفهم، ضحكاتهم، وأحاديثهم، نبصرهم في القلب، الذي لا نزال نراهن على تصرفنا فيه.
الآن هو ليس ملكا لأحد.
هو يؤدي دور الحمام الزاجل، يوصل الشعور، يطمئن، ويتركنا على حبل من الأمل الجميل.
هؤلاء هم أصدقاء قدامى، شخصيات مؤثرة قريبة، أقارب نحبهم وماتوا، هؤلاء يجعلوننا نحب الحياة، ولا نكابر، ولا ننسى.
ونتعلم أن في الجسد مضغة إذا لم تتجاوز الموقف صار أصحابها مخلدين، باقين كسدرة ممتدة، باقية، إلى يوم يبعثون.
[email protected]
twitter @shaika_a