حياتنا الخاصة تختلف عن الآخر، وقد تتشابه إلى حد ما، لكن لا أحد يخلو من هم في قلبه أو حزن عابر، قد مكث وغادر، كلنا متساوون في فرصة تجربة الضيق، بحصصنا المتفاوتة منه، إلا أن للكل نصيبا مفروضا.
وهنا يأتي التباين الكبير الذي تفرضه نفوسنا في التعامل مع هذه الفرصة التي آلمتنا كوخز أو جرح كبير.
ففي حديث مع إحداهن طرحنا هذا التساؤل العميق؟ متى يقال في حقنا صابرون؟
وإن كانت المحنة فينا ماضية شئنا أم أبينا فما الفارق بين الصابر والجزع؟ تحادثنا طويلا ولم أكن أرتوي بأي جواب أسمعه بل كنت أناقش أكثر وأحاور الفكرة وأبلورها، إلى أن اتضح لنا الفارق وبانت نواجذه، فالذي يصبر ويسمى صابرا هو الذي بإمكانك أن تجلس معه بعد مصابه دون أن تشعر بأن الدنيا ليست سوى مصائب ومكائد، ولذا فإن كبار السن الصابرين نادرون، فكبر السن يقلل القدرة على التحمل، هذا إن قلنا بأن الشباب أقدر وأجدر بالصبر على المحن والشدائد.
بنظري أن الصبر هو ملاقاة الشدة والكرب بروح الفرصة والتجربة المثيرة، مع عدم فقد الإيجابية وحسن الظن بالله.
تلك الفرص التي ستشكلنا وتشكل أحاديثنا وتوجهاتنا تجاه الحياة والعالم تستحق منا الجهد والمثابرة ليتسنى لنا لقب «الصابر» الذي يوفى أجره بغير حساب.
[email protected]
shaika_a@