عمر التعارك هو عمر السنتين، وكما ورد في أحد الكتب المترجمة في نتيجة استبانة مقدمة للأمهات فقد كان عمر السنتين ونصف السنة هو أكثر الأعمار التي تضرب فيها الأمهات أطفالهن! بغض النظر عن فكرة الضرب والجدل حولها، فإن هذا العمر هو رأس التدريب لدى الوالدين على ضبط نفسيهما.
هناك من يضع في ذهنه صورة ذهنية عن طاعة الطفل، وانصياعه لأوامر الوالدين، وينسى صفات الطفل العمرية، فإن هذا الشخص سيصاب بالإحباط ونفاد الصبر وقلة الحيلة، أما إن كان هذا الشخص ذا ثقافة تربوية والهدف لديه واضح ومحدد، فيمكنه تشجيع طفله على الغسيل في هذا اليوم، اللبس في هذه اللحظة، الهدوء في دقيقة وسيكون الأمر أيسر بلا شك، إن حديثنا عن أطفالنا بلهجة المستسلم حتما ستشكل لدينا متاعب قبل حدوثها.
كما أن الارتباط الانفعالي الشعوري يزيد المشكلة تعقيدا، فهو طفلي وأنا المسؤول تماما عن مشاعره وسلوكياته، أما في حال تطبيق فكرة «دعيه يجرب الاصطدام بالحائط» فهي تزيح ثقلا كبيرا عن الأم وتلقي الأمر على إدراك طفلها بأنه مسؤول عن تصرفاته وكلامه.
يقول د. دودسون: «من غير الواقعي أن تكون نظاميا جدا مع طفل السنتين ونصف السنة فهو عمر المراهقة الأولى، وليس من الجيد تركه بلا سلطة»، إن الأمر حينما يكون وسطا يكون بمنزلة السراب بالنسبة للمربي، لا يعرف كيف ومتى يتخذ إجراء أو يتغافل. أما إن كان يفهم مشاعر وشخصية طفله فستخف وطأة الصعوبة. مهما اختلف التربويون في أساليب التربية والتأديب فإن هناك ما لا يتناسب مع طفلك وهناك ما يناسبه تماما.
[email protected]
twitter @shaika_a