لماذا نحتاج الى أن نتصالح مع ذواتنا؟ حتى نغفر لها، ندعمها، نشجعها.
ولماذا نحتاج الى أن نتصالح مع الآخر؟ باختصار لأننا نحتاجه، لماذا نتصالح مع الطفل؟ لأننا نحتاج الى أن يربينا! هكذا هي تعليلات المصالحة كعموم ودعونا ندخل في التفاصيل إن شئتم إكمال المقال.
نحن حينما نخطئ فنحن نراجع ذواتنا، نتفقد قيمنا، هل طبقناها؟ هل تجاهلناها؟ هل غيرناها؟ وحينما نجد الإجابة فنحن نتصالح مع ذواتنا بهذا الحوار ونأخذ بيدها نحو التزكية والبناء، أما حينما يخطئ بحقنا الآخر فنحن نتحاور معه، نلتمس العذر، نتكاشف، ننطلق نحو علاقة سوية ليست عابرة، بل مستمرة نامية، وهذا لا يكون إلا بالاشتراك والمعاونة، ولكن حينما يخطئ الطفل في حقنا فنحن أمام عقل قد لا يستطيع إدراك كل مفاهيم العلاقة وتحديات الحياة وضغوطها، فما الذي يمكن أن نفعله لنتصالح مع الطفل الذي يشاغب، يمارس فضوله واكتشافه، يمارس طفولته كتعبير أدق في كل يوم وفي كل ساعة؟ لا شك أن هذه المعادلة صعبة مقارنة بمعادلة الوضوح في العلاقة مع الناضج الكبير حينما نحاوره، ومقارنة مع الذات حينما تخطئ، وهنا ستكون الفرصة لأن نعكس مفهوم الصعوبة، فثمة ثغرة هنا! إذا كان الحوار مع الذات والآخر أكثر سهولة ويسرا مقارنة مع الطفل، فمن الوارد أن تكون علاقاتنا مع ذواتنا والآخرين أفضل وأغنى وأكبر لأنها أسهل وأيسر، ولكن الواقع لا يقول ذلك، الواقع يقول العكس تماما! فإذا أخطأ طفلك في ساعة الاستيقاظ فإنك تحتضنه وتقبله قبل ذهابه للمدرسة، أما حينما تخطئ أنت في صباحك فهل ستتردد عبارة «صباح الخير» لذاتك وقت دخولك للعمل؟ وهل إذا أخطأت العاملة في المنزل بإعداد فطورك هل ستسامحها قبل مغادرتك للمنزل؟ لا شك أن الصعوبة والسهولة انعكست الآن! ولا شك أننا نحتاج أن نراجع مفهوم المصالحة.
نحن نتصالح مع الطفل لمحدودية فهمه وإدراكه، فلماذا لا نتصالح مع أنفسنا والآخر بنفس الحجة والتعليل؟ ألم تكن إنسانا عجولا؟ ألم يكن الآخر ضعيفا؟ أنت والآخر معرضان للخطأ كما الطفل، فما الفرق بين بينك وبين الطفل؟إنها مسألة معرفية تحتاج منا للتفكير والنقد والمراجعة، إذا كان الخطأ وارد من الكبير والصغير، والفهم متفاوت والإدراك كذلك، فلماذا التكبر وحمل الضغينة والحقد والكراهية؟ لماذا لا نعيش وفقا لمبدأ طفلي يربيني؟
[email protected]
shaika_a@