للوهلة الأولى قد يكون الزواج فستانا أبيض، وللوهلة الثانية قد يصير ابتعادا عن الأهل، وللوهلة الثالثة يبدأ في التجلّي أكثر، كحياة جديدة وصداقة بين أسرتين بطبائع أو شخصيات مختلفة تماماً.
هكذا الزواج كما رؤية الهلال ناقصاً لكنه جميل، إلى أن يتم اكتماله ليكون بدراً في السماء تضرب فيه الأمثال لشدة جماله واكتماله، ففي البداية لا تكون الأمور واضحة، وجلية، ومع السنين تتضح أكثر فأكثر، لتكتمل قواعد الحياة الزوجية، ورغبات كلا الزوجين تشق طريقها لترسم ملامح حياتهم المتغيرة.
إن الزواج علاقة ديناميكية، أي أنها شيء متغير، لا يثبت إلا قليلاً، يختلف بين فترة وأخرى، ومن هنا كانت الحاجة ماسة وشديدة لمهارة المرونة والتقبل بين الطرفين.
فالزوج قد يكون ذو شخصية اجتماعية انبساطية وزوجته انطوائية خجولة، ليس الهدف أبداً أن يمارس الزوج ضغطاً على زوجته لتتغير أو أن تُمارس الزوجة ضغطا على زوجها لينصاع لطريقتها في التعامل مع الأمور، ثمة أطباع وأمور شخصية ليس فيها مصيب ومخطئ، باعتقادي أنه لَيْس على الزوجة أن تغيّر بقدر ما عليها أن تنعش الحب وتستمتع بزواجها، فكم جلسة كانت ودية وقد ضاقت بالنقد المستمر للآخر بحجة تغييره للأفضل! حينما لا يكون الهدف هو تغيير الطرف الثاني سيكون هو الآخر متأثراً بالحب لا بالنقد، إن التأثير بالحب والجاذبية أصعب بكثير من التأثير بالنقد والنصح الصريح، فلا عجب حينما يقصد البعض الطريق الأكثر سهولةً ويسراً.
الزواج شراكة وحوار، تخطيط، تنفيذ، ودعم معنوي قبل أن يكون مادياً، فحينما تبنى الشراكة على الوضوح والمودة سيكون الإحسان في أبهى صوره بين الزوجين.
معاً شركاء في الهناء والبناء، معاً شركاء في الحب، معاً شركاء في صنع الجمال، ولسنا شركاء أبداً في النقد والتعنيف، أو رفع الصوت والتهديد، هكذا أعرف ميادين الشراكة في الزواج.
[email protected]
twitter @shaika_a