أشعر بالأسف الشديد حينما أجد من لها صفة ثقافية وثقل اجتماعي قد انخرطت في سلك الفاشينيستا، وأضمر حزنا أكبر حينما أجد أولئك الذين امتهنوا أنوثتهن من أجل دعاية للشركة الفلانية، وربحا لأخرى غيرها.
وما يثير استيائي أكثر هو استغلال براءة الطفولة لجني أكبر حظ من المال والجاه.
أتذكر أنني قرأت ذات مرة، رواية أميركية، ولا أدري إن كانت واقعية أم لا، ولكن الوالدين كانا قد احترفا عرض طفلتهن الجميلة كوظيفة ربحية مجزية إضافية، أتذكر تماما كم أني قد استهجنت الفكرة حينها، ولقد كانت تلك القراءة قديمة، قبل ست سنوات أو أكثر! أما اليوم فأرى أطفالا ومراهقات وشابات كلهن سلكن ذات المسلك والهدف والرسالة ولكن الاستهجان بدأ يذوي، يذبل وأخشى أن يختفي!
لا أحدث أي فاشينيستا ولا أقصد أي واحدة منهن على وجه الخصوص، وإنما أحدثكم أنتم، من تتابعون تلك الثقافة المستوردة، وتزيدون عدد متابعيهم، من تعلمون أطفالكم أن الهم الأكبر والهدف الأسمى هو الشكل هو الصورة، الجمال، المال، البذخ، الاستهلاك، المكياج، التنقل من مطعم إلى آخر، النظر لما يملك الآخر.
إن صورة «سيلفي» مع إحداهن رسالة للقبول، وإن «اللايك» خطوة للتشجيع. وليس ثمة شيء أسوء من أن تغرس في جيلك القادم تلك المبادئ.
ليتنا نرى القاعدة تتبدل، فبدلا من أن نتباهى بأشكالنا، ونصورها ليل نهار، نتباهى بأفكارنا، نستعرضها صبحا ومساء، نقلبها، نعيد النظر فيها، ليت أن القبول الاجتماعي والترحيب يكون للمثقف، صاحب الهدف والرؤية، ليت أن الافتخار يكون بالمضمون لا بالشكل والصورة. وكونوا على ثقة بأن الإنسان بناء، وحينما يردم البناء لا وطن هنا ولا هناء.
[email protected]
twitter @shaika_a