هكذا أبدو تهكمية، متمردة، أعصي المجتمع، وأدعو للعزلة، هكذا قد تفهم من العنوان، وتوصمني بما شئت من الصفات والنعوت، ويأتي غيرك ليفعل كما فعلت، ليأتي الثالث يرد علي، وهلم جرا إلى أن تمنع أبناءك من أن يقرأوا لي، بحجة أنني أسيء للعادات والتقاليد، وقبل أن يكون ذلك أكمل المقال ليستبين المثال.
إننا حينما نقلد شخصا فيما فعل، فنحن قد لا نعرف دوافعه، أسباب فعله، بل قد نكتفي بسلوكه فقط، وهكذا هو ما حصل في اتباعنا للهثة المواجيب، فالمواجيب لمن لا يعرفها تعني وجوب الحضور للمناسبات الاجتماعية ـ وسبب قولي ذلك، أن الناس في الماضي كانوا يحضرون للموجب ونحن بدورنا نكمل عهدهم، ونقلدهم ونأتي بما فعلوا، ولكنهم عندما كانوا يحضرون عرسا، أو عزاء، أو للمباركة، سواء، لمولود، أو لقدوم رمضان، أو عيد، فهم يحضرون فرحا لا إتماما لواجب، إحسانا لا تكلفا، برا لأهل الأرحام لا ثقلا نؤديه.
حينها فكرت في أهمية أن نعلم الجيل القادم فكر المواجيب الصحيح، ببساطته، ببره، بإحسانه، بتواضعه، بتكافله الاجتماعي.
نحتاج أن نعيد ترتيب نوايانا حينما نستقل السيارة، ونشتري الهدية، ونتكبد عناء «الكشخة»، فلا شيء أعظم من أن تكون مبادراتك الاجتماعية كلها في إطار السرور الذي ستدخله على مسلم.
لن أقول سوى اتركوا المواجيب بمفهومها الثقيل الجديد واستمتعوا بالخير الذي تؤدونه، والدعوة التي تقبلونها، فلرب حضور أزال كلفة، وأدام ودا، وقطع على الشيطان باب تفرقة وخصومة.
[email protected]
twitter @shaika_a